تفسير النسفي
تفسير النسفي
پوهندوی
يوسف علي بديوي
خپرندوی
دار الكلم الطيب
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م
د خپرونکي ځای
بيروت
الأفعال ﴿واصطفاك﴾ آخرًا ﴿على نِسَاء العالمين﴾ بأن وهب لك عيسى من غير أب ولم يكن ذلك لأحد من النساء
يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (٤٣)
﴿يا مريم اقنتي لِرَبِّكِ﴾ أديمي الطاعة أو أطيلي قيام الصلاة ﴿واسجدي﴾ وقيل أمرت بالصلاة بذكر القنوت والسجود لكونهما من هيئات
آل عمران (٤٣ - ٤٧)
الصلاة ثم قيل لها ﴿واركعي مع الراكعين﴾ أي ولتكن صلاتك مع المصلين أي في الجماعة أو وانظمي نفسك في جملة المصلين وكوني في عدادهم ولا تكوني في عداد غيرهم
ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٤٤)
﴿ذلك﴾ إشارة إلى ما سبق من قصة حنة وزكريا ويحيى ومريم ﴿مِنْ أَنبَاءِ الغيب نُوحِيهِ إِلَيْكَ﴾ يعني أن ذلك من الغيوب التي لم تعرفها إلا بالوحي ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أقلامهم﴾ أزلامهم وهي قداحهم التي طرحوها في النهر مقترعين أو هي الأقلام التي كانوا يكتبون التوراة بها اختاروها للقرعة تبركًا بها ﴿أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ﴾ متعلق بمحذوف دل عليه يلقون كأنه قيل يلقونها ينظرون أيهم يَكفل مريم أو ليعلموا أو يقولون ﴿وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ في شأنها تنافسًا في التكفل بها
إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٤٥)
﴿إذ قالت الملائكة﴾ أى اذكر ﴿يا مريم إِنَّ الله يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ﴾ أي بعيسى ﴿مِّنْهُ﴾ في موضع جر صفة لكلمة ﴿اسمه﴾ مبتدأ وذكر ضمير الكلمة لأن المسمى بها مذكر ﴿المسيح﴾ خبره والجملة في موضع جر صفة لكلمة والمسيح لقب من الألقاب المشرفة كالصديق والفاروق وأصله مشيحًا بالعبرانية ومعناه المبارك كقوله ﴿وَجَعَلَنِى مباركا أين ما كنت﴾ وقيل سمي مسيحًا لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برأ أو لأنه كان يمسح الأرض بالسياحة لا يستوطن مكانًا ﴿عِيسَى﴾ بدل من المسيح ﴿ابن
1 / 255