128

تفسير النسفي

تفسير النسفي

پوهندوی

يوسف علي بديوي

خپرندوی

دار الكلم الطيب

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

بيروت

حقيقة ووليهم ظاهرًا فإنه يريهم في الظاهر الموالاة ويزين لهم أعمالهم ويريد بذلك هلاكهم في الباطن
إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (١٦٩) ﴿إنما يأمركم﴾ بيان لوجوب لوجوب الانتهاء عن اتباعه وظهور عداوته أي لا يأمركم بخير قط إنما يأمركم ﴿بالسوء﴾ بالقبيح ﴿والفحشاء﴾ وما يتجاوز الحد في القبح من العظائم وقيل السوء مالا حد فيه والفحشاء ما فيه حد ﴿وَأَن تَقُولُواْ﴾ في موضع الجر بالعطف على بالسوء أي وبأن تقولوا ﴿عَلَى الله مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ هو قولكم هذا حلال وهذا حرام بغير علم ويدخل فيه كل ما يضاف إلى الله تعالى مما لا يجوز عليه
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ (١٧٠) ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتبعوا مَا أَنزَلَ الله﴾ الضمير للناس وعدل بالخطاب عنهم على طريق الالتفات قيل هم المشركون وقيل طائفة من اليهود لما دعاهم رسول الله ﷺ إلى الإيمان واتباع القرآن ﴿قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ ما ألفينا﴾ وجدنا ﴿عليه آباءنا﴾ فإنهم كانوا خيرًا منا وأعلم فرد الله عليهم بقوله ﴿أَوَلَوْ كَانَ آباؤُهُمْ﴾ الواو للحال والهمزة بمعنى الرد والتعجب معناه أيتبعونهم ولو كان آباؤهم ﴿لا يعقلون شيئا﴾ من الدين ﴿وَلاَ يَهْتَدُونَ﴾ للصواب
وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ (١٧١) ثم ضرب لهم مثلًا فقال ﴿وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ﴾ المضاف محذوف أي ومثل داعي الذين كفروا ﴿كَمَثَلِ الذى يَنْعِقُ﴾ يصيح والمراد ﴿بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً﴾ البهائم والمعنى ومثل داعيهم إلى الإيمان في أنهم لا يسمعون من الدعاء إلا جرس النغمة ودوي الصوت من غير إلقاء أذهان ولا استبصار كمثل الناعق بالبهائم التي لا تسمع إلا دعاء الناعق ونداءه الذي هو تصويت بها وزجر لها ولا تفقه شيئًا آخر كما يفهم العقلاء والنعيق التصويت يقال نعق المؤذن ونعق الراعى بالظأن

1 / 150