102

تفسير الراغب الاصفهاني

تفسير الراغب الأصفهاني

پوهندوی

د. هند بنت محمد بن زاهد سردار

خپرندوی

كلية الدعوة وأصول الدين

د خپرونکي ځای

جامعة أم القرى

تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ﴾ هو اسم جنس لا غير، وقوله: ﴿كَمَا آمَنَ النَّاسُ﴾ معناه كما يفعل من وجد فيه تمام فعل الإنسانية الذي يقتضيه العقل والتمييز فإذا قول ابن عباس ﵄: إنه عنى كما آمن أصحاب النبي ﵇ وقول غيره أنه عنى كما آمن أصحاب النبي ﵇ وقول غيره أنه عنى كما أمن الذين أسلموا من اليهود مثل " عبد الله بن سلام ". وأصحابه كلاهما صحيح، لأن الفريقين يجري على ما اقتضاه فعل الإنسانية، وقوله تعالى: ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ﴾ استعلام على جهة النفي نحو ﴿أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ﴾ ومعناه: لا نؤمن إيمان السفهاء تعريضًا بأصحاب النبي ﵇ والسفيه: خفة في البدن وفي المقال يقتضيها نقصان العقل، والحلم رزانة في البدن يقتضيها زيادة العقل، وعنه استعير " زمام سفيه "، و" رمح سفيه "، إن قيل: كيف عذرهم بأهم لا يعلمون؟ قيل لهم: ليس عذرًا لهم، بل تعظيم أمر عليهم وأنهم مع جهلهم يجهلون جهلهم كما قال: جهلت ولم تعلم بأنك جاهل ... وذاك لعمري من تمام الجهالة وكل ما ذم به الكفار من أنهم لا يعلمون ولا يبصرون ولا يسمعون فتنبيه أنهم لم يستعملوا هذه الآلات ولم يتفكروا. وقوله ﷿: ﴿وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ﴾ الآية (١٤) - سورة البقرة. قال الخليل: كل شيء استقبلته وصادفته فقد لقيته، وأما ألقيته أي طرحته، فأصله جعلته بحيث يلقي أي يصادف، ثم جعل عبارة عن الطرح واللقي المطروح الذي لا يحجزه شيء عن لقاء المارة به. ولقي من اللقوة كناية بذلك عنها، ثم كثر حتى صار معروفًا بالداء. و" خلا الإناء " صار خاليًا، و" خلا فلان بفلان " صار معه في خلاء والخلي: من خلاه الهم، نحو المطلق في قوله: يطلقه ". طورًا وطورًا

1 / 102