[3]
قوله تعالى : { الذين يؤمنون بالغيب } ؛ أي بالبعث والحساب والجنة والنار. وقيل : (الغيب) هو الله. قوله تعالى : { ويقيمون الصلاة } ، أي الصلوات الخمس بشرائطها في مواقيتها. قوله تعالى : { ومما رزقناهم ينفقون } ؛ يعني الزكاة ؛ وهو الأظهر ؛ لأن الله تعالى قرن بين الصلاة والزكاة في مواضع كثيرة ، وإقامة الصلاة طهارة الأبدان ؛ وإعطاء الزكاة طهارة الأموال. وبالأموال قوام الأبدان ، وقد قيل : هو نفقة الرجل على أهله.
قيل : لما نزل قوله عز وجل : { الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة } الآية ، قالت اليهود : نحن نؤمن بالغيب ونقيم الصلاة وننفق مما رزقنا الله ؛ فأنزل الله تعالى : { والذين يؤمنون بمآ أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك } ، والذي أنزل إليه القرآن والذي أنزل من قبله التوراة والإنجيل وسائر الكتب المنزلة ؛ فنفروا من ذلك. فإن قيل : لم قال : { وبالآخرة هم يوقنون } ، ولم يقل يؤمنون ؟ قيل : لأن الإيقان توكيد الإيمان ؛ واليقين بالآخرة يقين خبر ودلالة ، ومعنى الآية : وبالدار الآخرة هم يعلمون ويستيقنون أنها كائنة.
مخ ۱۰