وبناء على هذا التعريف، فإن «حجة» معقدة بين مؤيدي مواقف سياسية مختلفة قد تتضمن العديد من «الحجج» المنطقية المرتبطة بعضها ببعض، يدلي بها كل طرف مشارك في الجدال.
وبناء على مدى شمول تعريف المصطلح، يمكن القول بأن التفكير النقدي يدور برمته حول توليد الحجج وتحليلها، وغالبا ما تركز العديد من دورات التفكير النقدي التدريبية في مناهجها على الحجاج. وبالرغم من ذلك، نظرا إلى توسيع نطاق تعريف التفكير النقدي بحيث أصبح يشمل مجموعة من العناصر غير المعرفية، ومنها السمات الشخصية مثل حب الاستطلاع والانفتاح الذهني، فالأفضل أن ننظر إلى الحجاج باعتباره عنصرا حيويا في التفكير النقدي، لكنه غير مرادف له.
يوجد العديد من التعريفات لمصطلح الحجة في المعاجم «غير المتخصصة»، ومن أقرب هذه التعريفات صلة إلى مشروع التفكير النقدي: «سلسلة مترابطة من الأسباب أو الجمل أو الحقائق، التي تهدف إلى دعم وجهة نظر ما أو إثباتها»،
11
ومن هذه التعريفات أيضا: «شكل من التعبيرات البلاغية التي تهدف إلى الإقناع».
12
تبين هذه التعريفات الهدف الأساسي من الحجاج في التفكير النقدي، وهو تبرير المرء إيمانه بشيء ما لنفسه، أو تبرير الإيمان بشيء ما للآخرين؛ كي يعتنقوا فكرة ما أو يغيروا آراءهم.
وتتناقض هذه التعريفات مع مفهوم شائع آخر لمصطلح «الحجة»، وهو «احتدام الشجار أو عدم الاتفاق».
13
هذا هو التعريف الذي يميل إلى السلبية، ويتبادر إلى الذهن عندما يفكر الناس في الحجج للوهلة الأولى؛ فيربطون الكلمة بالسجالات المحتدمة بين أفراد العائلة أو الخصوم السياسية أو مرتادي الحانات.
ناپیژندل شوی مخ