البنية المجردة للحجة، ويمكن التعبير عنها رمزيا بصورة مستقلة عن الكلمات التي تتألف منها الحجة.
الصلاحية:
صفة الحجة التي «تأتي في صيغة يستحيل معها أن يكون الاستنتاج خاطئا على الرغم من صحة المقدمات.»
3
الوجاهة:
صفة الحجة التي تتسم بصحة المقدمات وصلاحية الصيغة المنطقية.
مع استخدام هذه التعريفات، يجب الانتباه إلى فرق آخر؛ وهو الفرق بين المنطق «الاستنباطي» والمنطق «الاستقرائي». تتسم الحجج الاستنباطية بأنها «قائمة بذاتها»؛ أي إن كل ما يلزم لتحديد إذا ما كان الاستنتاج صحيحا أم لا، يوجد بالفعل في المقدمات والصيغة التي تتخذها الحجة. ويشير مصطلح «الصلاحية» إلى الحجة الاستنباطية التي تستلزم من الفرد قبول صحة الاستنتاج إذا قبل بصحة المقدمات. وعلى المنوال نفسه، تطلق صفة الوجاهة على الحجة الاستنباطية الصالحة ذات المقدمات الصحيحة بالفعل.
أما في الحجج الاستقرائية، فإن قبول صحة المقدمات قد يدعم احتمالية صحة الاستنتاج لكنه لا يضمن حتمية صحته. وعلى النقيض من طبيعة «الكل أو لا شيء» التي تتسم بها الحجج الاستنباطية، فإما أن تكون صالحة أو غير صالحة، يمكن تقييم الحجج الاستقرائية بدرجات من القوة أو الضعف. قد يعتمد هذا التقييم على احتمالية صحة الاستنتاج، وعلى إمكانية قبول مقدمات الحجة وترابطها وكفايتها.
4
إن حقيقة أن الحجج الاستقرائية غير صالحة جوهريا (بسبب الاحتمالية الدائمة في العثور على مثال مضاد يدفع المرء إلى قبول صحة المقدمات مع رفض الاستنتاج في الوقت ذاته)، قد تصور لك أن المنطق الاستنباطي أفضل من المنطق الاستقرائي. لكن العديد من الحجج التي نتعرض لها في الحياة اليومية، إن لم يكن معظمها، استقرائية لا استنباطية. فالجدالات التي تدور بشأن ما ينبغي فعله في المستقبل على سبيل المثال، كتغيير أحد قوانين الضرائب أو شراء غسالة أطباق من علامة تجارية معينة دون غيرها، تتضمن في الغالبية العظمى من الأحيان مقدمات أو استنتاجا يصف شيئا لم يحدث بعد، فيحول ذلك دون إثبات صحة هذه المقدمات أو الاستنتاج إلا بعد اتخاذ القرار الناتج عن تلك الحجة.
ناپیژندل شوی مخ