17

تفکر نقدي

التفكير النقدي

ژانرونه

أطلق ديوي على هذا النموذج اسم «التفكير التأملي»، وأعطاه التعريف التالي: «إمعان النظر الدءوب والمستمر والدقيق في أي معتقد أو شكل مفترض من أشكال المعرفة، في ضوء المسوغات التي تدعمه، والاستنتاجات الإضافية التي يفضي إليها.»

17

وعلى الرغم من أن مؤلفين آخرين استعاضوا في النهاية بمصطلح «النقدي» عن مصطلح «التأملي»، فقد كان ديوي هو من وضع أول تعريف للتفكير النقدي، من بين التعريفات الكثيرة التي سترد في هذا الكتاب، ويمكن رؤية جميع المؤلفات اللاحقة عن هذا الموضوع باعتبارها حوارا مع الأفكار التي طرحت للمرة الأولى في كتاب «كيف نفكر». (5) تطور فهم التعليم والتنمية البشرية والسلوك.

طبق ديوي أفكاره عمليا (أو لنقل إنه أخضعها للاختبار لنكون أكثر تماشيا مع منظومة معتقداته) في «المدرسة النموذجية» بجامعة شيكاغو، وهي مؤسسة ساعد في تأسيسها ولا تزال قائمة حتى الآن، وتضم جميع المراحل قبل الجامعية، من الروضة وحتى المرحلة الثانوية.

على غرار المدارس التي تتبع منهج «مونتيسوري» ومنهج «والدورف»، فإن مدارس التعليم قبل الجامعي مثل «المدرسة النموذجية»، التي تأسست على الممارسات التعليمية التقدمية، قد أثرت في أنظمة التعليم العام التي كانت تتبنى نموذج المصنع، لكنها لم تحل محلها قط خلال القرن العشرين، وهي الفترة التي شهدت توسع أنظمة المدارس العامة على مستوى العالم؛ لاستيعاب عدد أكبر من طلاب ينتمون إلى بيئات كثيرة ومتنوعة. وبالرغم من ذلك، فمثلما انتشرت أفكار ديوي بين المعلمين في القرن التالي، استمرت المفاهيم الواردة في كتاب «كيف نفكر» في التطور، وأضافت إليها إسهامات من مجالات مختلفة تؤثر في تعريفات التفكير النقدي ونهجه السائدة اليوم.

أنتج بعض هذه الأعمال أكاديميون آخرون يعملون في مجال التعليم. ومن بين هؤلاء إدوارد جليسر الذي جاءت أطروحته لكلية المعلمين بكولومبيا عام 1941 بعنوان «تجربة في تطوير التفكير النقدي»، وقدمت الأطروحة أول تعريفات متعددة الأوجه للتفكير النقدي. وقد تضمن تعريف جليسر ثلاثة عناصر؛ هي: «(1) النزعة إلى التفكير المتعمق في المشكلات والموضوعات التي تقع في نطاق تجارب الفرد، (2) معرفة طرق الاستقصاء المنطقي والاستنتاج، (3) التحلي بقدر من المهارة في تطبيق هذه الطرق».

18

وفي العام ذاته، نشر جليسر وأحد أساتذة كلية المعلمين يدعى جودوين واتسون، اختبارات «واتسون-جليسر» للتفكير النقدي (وهو اختبار لا يزال موجودا إلى اليوم باسم تقييم «واتسون-جليسر» للتفكير النقدي)، وقد اعتمد هذا التقييم على أعمال واتسون السابقة في تقييم السمات العقلية المعقدة.

19

ومن الأدوات الأخرى التي صممت لتطبيق المبادئ العلمية على طريقة تفكيرنا: «تصنيف بلوم» الذي نشر عام 1956، ونظم الأهداف التعليمية في تسلسل هرمي يعبر عن مستويات التعقيد العقلي.

ناپیژندل شوی مخ