علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه

محمود محمد علي d. 1450 AH
90

علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه

التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر

ژانرونه

55

ويعطينا «لاكاتوش» مثالا على ذلك من برنامج البحث النيوتوني؛ حيث يلاحظ أن النواة الصلبة لهذا البرنامج تتمثل في الجاذبية، وأنه لا شك في أن بين النواة والظواهر الحزام الواقي من الفروض المساعدة التي تحتك بالاختبار والتكذيب. ومن هنا قبل الحزام الواقي التعديل والتطوير ليحمي النواة. وهذا التطوير يتم بناء على الموجه الإيجابي المساعد على الكشف؛ أي إننا حين اكتشفنا أن كوكب أورانوس لا يتفق مع التنبؤات الخاصة بنظرية نيوتن لم نستنتج من هذا أن النظرية كاذبة، بل على العكس، فالنظرية أو برنامج البحث النيوتوني عامة لا يزال تقدميا. وبعد فترة من الزمن أصبح هذا البرنامج متفسخا ومتدهورا لظهور برنامج آخر، وهو لأينشتين الذي فسر حركة الكوكب عطارد التي لم يستطع برنامج نيوتن حلها. هذا فضلا عن أن برنامج أينشتين قد تنبأ بانحراف الأشعة الآتية من النجوم تحت تأثير مجال الجاذبية؛

56

يقول لاكاتوش: «والمثل التقليدي لبرنامج البحث الناجح هو نظرية الجاذبية لنيوتن، ربما يكون أنجح برنامج بحث. عندما قدم في بادئ الأمر غرق في محيط من الشواذ (أو الأمثلة المضادة، إذا أردت)، وعارضته نظريات الملاحظة التي تدعم هذه الشواذ. لكن أتباع نيوتن حولوا بذكاء وإصرار واضح الأمثلة المضادة واحدا بعد الآخر إلى أمثلة مثبتة، برفض نظريات الملاحظة الأصلية التي بنيت الأدلة المضادة في ضوئها بصورة رئيسية. وفي أثناء هذا الإجراء قدموا أمثلة مضادة جديدة قاموا أيضا بالرد عليها. ولقد حولوا كل صعوبة جديدة إلى نصر جديد لبرنامجهم. في برنامج نيوتن التجريبية السلبية تطلب منا أن نحول طرق تفنيدنا عن قوانين نيوتن الثلاثة عن الديناميكا وقانونه عن الجاذبية. هذا الجوهر الذي لا يفند عن طريق قرار منهجي من الأنصار. فالشواذ يجب أن تقود التغييرات فقط من أحزمة الأمان المساعدة والافتراضات الملاحظة والظروف الابتدائية. ولقد قدمت مثلا صغيرا جدا مبتكرا للتحول الإشكالي التقدمي لنيوتن. إذا حللناه نجد أن وصلة متتابعة في هذا التمرين تتنبأ بحقيقة جديدة معينة، كل خطوة تمثل زيادة في المحتوى الإمبريقي. والمثل يشكل تحولا نظريا تقدميا مستمرا. وأيضا كل تنبؤ يتحقق في النهاية على الرغم من أنه في ثلاث مناسبات متتالية كان يبدو عليها أنها «مفندة» مؤقتا. بينما التقدم النظري (في المعنى المشروح هنا) يمكن أن يتحقق مباشرة، لا يمكن ذلك بالنسبة للتقدم الإمبريقي، وفي برنامج البحث يمكن أن يصيبنا الإحباط بسبب سلسلة طويلة من «التفنيدات» قبل أن يحول افتراض مساعد متزايد في المحتوى ساذج محظوظ سلسلة من الهزائم - بالبصيرة - إلى قصة نجاح رنانة، إما عن طريق مراجعة بعض الوقائع الخاطئة أو بإضافة افتراض مساعد جديد. ويمكننا أن نقول عند ذلك إننا يجب أن نطلب أن تكون كل خطوة من برنامج البحث تحولا إشكاليا تقدميا بصفة مستمرة. وكل ما نحتاج إليه بالإضافة إلى هذا هو أنه على الأقل من حين لآخر يجب أن يلاحظ أن الزيادة في المحتوى قد تحققت بأثر رجعي، والبرنامج ككل يجب أن يبين تحولا إمبريقيا تقدميا مترددا.»

57

فاختبار أي برنامج يعول مباشرة على الحزام الواقي للفروض المساعدة. ومن هنا أكد «لاكاتوش» أن أي نتيجة اختبار سالبة مفردة لا تفند برنامج البحث ككل؛ الأمر الذي جعله ينتقد «بوبر» عندما عول على أهمية النتائج السلبية؛ حيث إن وجود أي نتيجة اختبار سلبية، إنما هي استراتيجية مثمرة لتعديل الحزام الواقي للفروض المساعدة ليعدل أو يسوي الشاذ؛

58

يقول لاكاتوش متعجبا من بوبر: «هل يستطيع أحد أن يحسن من طريقة دوهيم؟» لقد فعل بوبر ذلك، وحله - صورة واعية للتجزيء المنهجي - أكثر موضوعية وأكثر قوة؛ فبوبر يتفق مع الاصطلاحيين في أن النظريات والفروض المبنية على الوقائع يمكن دائما أن تنسجم مع بعضها عن طريق فروض مساعدة؛ فهو يوافق على أن المشكلة هي كيف نميز بين التعديلات العلمية والعلمية الزائفة وبين التغييرات العقلانية واللاعقلانية في النظرية؛ فطبقا لبوبر، إن إنقاذ النظرية بفضل الفروض المساعدة التي تستوفي ظروفا معينة محددة يمثل التقدم العلمي، لكن إنقاذ النظرية بفضل فروض مساعدة لا تفعل ذلك يمثل التدهور. ويطلق بوبر على هذه الفروض المساعدة مصطلح الفروض العينية «حيل اصطلاحية». لكن بعد ذلك يجب أن نقيم أي نظرية مع فروضها المساعدة والظروف الأولية ... إلخ. وخاصة مع سابقاتها، حتى نرى ما هي التغييرات التي أدت إليها. وبعد ذلك بالطبع نقيم سلسلة من النظريات لا نظريات متفرقة.

59

وعلى هذا رفض «لاكاتوش» أن يكون نمو العلم مجرد واقعة نافية أو بينة تجريبية معارضة تكذب نظرية على حدة بصورة مستقلة، ليتم رفضها هي فقط في حد ذاتها ويستبدل أخرى تعرض بدورها على محكمة التجريب! وهنا يؤيد لاكاتوش «دوهيم-كواين»، لا سيما عندما رأى أن المعقبات أو النواتج التي تلزم الفرض العلمي الجديد، والتي تكون محكمة للتجريب لا تخص الجديد وحده، بل تخص النسق المعرفي بأسره الذي انتمى إليه الفرض؛

ناپیژندل شوی مخ