علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
ژانرونه
وهذا الفريق يقف على نقيض الفريق الأول، ولكنها يصب في نفس المصب نفسه ويصل إلى النتيجة نفسها. وهو فريق يغلب عليه طابع الحماس الشعري والخطابي في تعاطيه مع ظاهرة العلم العربي؛ فهو يتعامل مع هذه الظاهرة بروح التقديس والمبالغة والأساليب الانفعالية.
إن هذا الفريق يحاول إثبات أن العلماء العرب مارسوا كل منهج، وأنشئوا كل علم، وأسسوا كل بحث، وعرفوا كل كشف، وألفوا أصول كل نظرية، وراعوا كل مفهوم، وتلمسوا الطريق إلى كل تقانة . ونسوق مثلا على ذلك ما ذكره صاحب كتاب «تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه» بقوله: «... وإذا اعتز العصر الحاضر بنفر من العلماء فتتوا الذرة وشطروا النواة، وغزوا الفضاء، وأرسلوا الصواريخ والأقمار، وأطلقوا الكواكب الصناعية، تدور في فلك الشمس أو غيرها من النجوم والكواكب، وإذا اعتز عصر النهضة العلمية في أوروبا بأمثال نيوتن وداروين وجاليليو وكوبرنيقوس ودا فنشي وكانط وديكارت وباستير وهلم جرا، فلا ينبغي أن نغمط علماءنا الذين نقل عنهم الغرب في سالف الأيام. وإنه لدين يؤديه العصر الحاضر للعصور العربية الإسلامية الذاهبة. وإنها لأمانة في أعناقنا نحن العرب، أن نحمل المشعل مرة أخرى لنضيء الطريق، ونقود الإنسانية كما فعل أسلافنا أول مرة.»
78
ونسوق مثالا آخر لصاحب نفس الكتاب بقوله: «لقد طنطن العالم الغربي في عصر النهضة الأخيرة لآراء كانط وديكارت ونيوتن في الطبيعة والضوء والانكسار والإبصار وما إلى ذلك، وقد ثبت أن أغلبها مأخوذ من ابن الهيثم المصري ... وطنطن العالم مرة أخرى لهارفي قال إنه مكتشف الدورة الدموية، مع أن مكتشفها هو ابن النفيس، واهتز العالم بآراء داروين ولامارك في التطور وها هي ذي قديمة، ذكرها إخوان الصفا وابن خلدون والجاحظ.»
79
ولا نريد الاسترسال في الأمثلة، لكن ما يمكن أن نقوله هو أن هذا الفريق يتميز بالتعالي والادعاء الحضاري، ويجهل مجرد تطور الحضارة والتراث العلمي العربي. إن دعاة هذا الفريق لا يترددون في تقديس كل شيء في التراث، منطلقين من مقولتهم التبسيطية بأن كل المسائل قد حلها الأجداد، وليس أمامنا سوى أن نغرف من بحيرة الماضي السحرية لنحل مشكلات الحاضر على حد تعبير الدكتور أحمد الربيعي.
80
وهذا الفريق يربط بشكل ميكانيكي وتعسفي بين الحاضر والماضي؛ فأزمة الحاضر هي العقاب التاريخي للتخلي عن الماضي، والماضي لديه هو الحاضر، ولا جديد تحت الشمس، مع إغفال كل التغييرات الهائلة في أساليب الحياة ونمطها وتطوراتها الفكرية والتكنولوجية.
إن الماضي بالنسبة لهذا الفريق، كما يقول أحمد الربيعي، هو مخدة الريش المريحة التي نضع فوقها رءوسنا المتعبة، وإن أي «تشكيك في ماضينا هو من فعل أعداء المسلمين وبخاصة المستشرقون ، وهم لا يترددون في أن يضعوا مستشرقين مثل بيكر وأرنست رينان وسانتلانا في السلة نفسها مع هاملتون جب وبروكلمان وماسينيون ومايرهوف وبليياييف.»
81
ناپیژندل شوی مخ