علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
ژانرونه
أما المستشرق «مارتن بلسنر» فيفسر أن تقدم علم الجغرافيا وتطوره على أيدي الجغرافيين العرب راجع إلى الاهتمام الشخصي لهؤلاء العلماء في معرفة أحوال البلاد والعباد».
60
وهناك أمثلة كثيرة لوجود هذه التفسيرات في كتابات المستشرقين، وهذه التفسيرات يغلب عليها طابع حل المشكلات التاريخية المعقدة بالاعتماد على قاعدة السبب والنتيجة (
Cause-Effect ) معتقدين بإمكانية الإجابة عن أسئلة حضارية معقدة كظاهرة نشوء العلم وتطوره، وهي بلا شك إجابات أحادية الجانب.
إن مثل هذه التفسيرات الساذجة وغيرها كثير تتجاهل الجذور الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لنشأة العلم العربي، وتتناسى أن سبب نشوء هذا العلم هو أعقد بكثير من التفسيرات الساذجة أو أحادية الجانب التي طرحها العديد من المستشرقين، فالعلم العربي هو نتاج مباشر لحاجات اقتصادية واجتماعية، تستمد جذورها من طبيعة التطور الذي شهدته الحضارة العربية الصاعدة في عصر النهضة الإسلامي أبان القرنين التاسع والعاشر الميلادي.
وبالتالي يمكن أن نفسر سبب ترجمة الكتب العلمية والفلسفية بأنه كان نتيجة لاحتياجات اجتماعية واقتصادية وسياسية نتيجة حاجة فردية أو ثمرة هوى شخص أو مصادفة عرضية، وإنما كانت الدولة لعربية الجديدة التي كونتها العقيدة الإسلامية، وخرجت بها من حدود العلاقات القبلية في شبه الجزيرة العربية إلى رقعة واسعة من الأرض تضم أجناسا وشعوبا مختلفة، وهذه الدولية الجديدة التي كانت تمثل علاقات إنسانية واسعة ومصالح تجارية جديدة متطورة، وقيما فكرية ودينية وأخلاقية متصارعة ومشكلات إدارية واقتصادية وفنية، تتعقد يوما بعد يوم مع تعقد المجتمع واتساع رقعة الدولة، وهذه الدولية كانت في حاجة إلى خبرة الأمم الأخرى إلى جانب خبرتها الذاتية لتواجه بها كل هذه الشئون والمشكلات، وكان لنقل علوم اليونان وغيرها من علوم الهند وفارس صدى لحاجة هذه الدولة الجديدة إلى فلسفة شاملة تطل منها على الكون العريض وتتيح لها خدمة مصالحها وتطويرها.
61
ومن ناحية أخرى يجب أن نعترف بأن العلم هو نتاج ثقافي لحضارة معينة، وأن العلم لا يظهر ولا يتطور إلا في مجتمع وصل إلى مرحلة متقدمة من التطور الاقتصادي والاجتماعي تجعل انبثاق العلم في هذا المجتمع في لحظة تاريخية معينة حاجة موضوعية وليس اختيارا ذاتيا، وتعبيرا عن الحاجة إلى معرفة علمية تؤدي إلى فهم أكبر لظواهر الطبيعة والحياة والإنسان.
إن علما متطورا كعلم الجغرافيا مثلا لا يمكن أن يكون تطوره وتقدمه على يد الجغرافيين راجعا إلى الاهتمام الشخصي لهؤلاء العلماء في معرفة أحوال البلاد والعباد أو إلى ترجمة كتب بطليموس الجغرافية أو غير ذلك من الأسباب الأحادية الجانب، فرغم أهمية ترجمة الكتب وأهمية حب الاستطلاع والبحث لدى هؤلاء العلماء، فإن المسألة كانت أبعد بكثير من المسائل الجزئية.
62
ناپیژندل شوی مخ