علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
ژانرونه
أن جسيمات العالم الصغير لا تكتسب صفة الواقع الموضوعي إلا حينما تسجل بواسطة جهاز مختبري، ويحس بها إحساسا ميكروسكوبيا (القياس أو الرصد). (2)
لا يمكن الفصل فصلا واضحا بين الراصد (الإنسان أو الجهاز) والمرصود (الدقيقة، الذرة)؛ أي بين الذات والموضوع، وأن المرصود ليس له واقع موضوعي مستقل عن الراصد. (3)
التفاعل بين الجسيم الصغير (الدقيقة الميكروسكوبية) وجهاز القياس يخلق اضطرابا في الجسيم لا يمكن السيطرة عليه أو معرفته مقدما. (4)
للراصد إمكانية الاختيار الحر بين ترتيبين مختبرين مختلفين يؤدي كل منهما إلى معلومات عن الجسم الميكروسكوبي تتنافى مع ما يؤدي إليه الترتيب الآخر، إلا أنهما تكملان بعضهما (مبدأ التكميلية). وفسر ذلك بأن الخواص التكميلية (الدقائقية أو الموجية) للدقائق الصغرى تتولد بتأثير الذات على الموضوع؛ ولذلك لا يستطاع معرفة الشيء (الموضوع في جوهره). وبهذا كانت ثنائية الدقيقة-الموجة وعلاقة اللايقين تفسران تفسيرا لا أدريا. (5)
الإحصاء والسببية أو الاحتمال والحتمية نقيضان يتنافى أحدهما مع الآخر تناقضا مطلقا. ولا يمكن التوفيق بينهما. وإن قوانين الميكانيك الكوانتي الإحصائية تعني اللاحتمية واللاسببية في أحداث العالم الصغير (الميكروسكوبي). (6)
واجب الفيزياء ينحصر في وصف الروابط بين الإحساسات وصفا شكليا. أما الواقع الموضوعي الذي هو مصدر تلك الإحساسات، وإمكان معرفة هذا الواقع، فينبذ من تفكير البعض باعتباره تأملات «غير ذات معنى».
وما يمكننا استخلاصه من هذه الاعتبارات التي قالت بها مدرسة كوبنهاجن، هو أن تقدم العلم جرد المادة من كيفياتها المادية، كما سلخ عنها الصبغة الواقعية التي قالت بها العقلانية الديكارتية بإمكان تحديدها بالشكل والحركة باعتبارها أجساما تتحرك في مكان معين. لقد تغير مفهوم النقطة المادية في الفيزياء الحديثة إذ لم تعد نقطة معينة في المكان تعيينا سكونيا، بل غدت مركزا لحركة دورية تنتشر حولها. وأن محاولة تحديد موقعه أو سرعته تقتضي إنشاءه ذهنيا بحيث إن صفاته يكتسبها من هذه المنظومة ذاتها؛ لهذا نقول بأن محاولة التغلب على الصعوبات التي طرحتها الإشكالية الكوانتية (في المرحلة الأولى) أدت إلى انفتاح آفاق جديدة للتفسير أمام العلم تثبت كلها الطابع الإنشائي التركيبي للعلم، وتؤكد على الصبغة الطرائقية لمفهوم «الشيء»؛ إذ الجسيم الملاحظ لا يعرف إلا في علاقته بالملاحظة وأداة الملاحظة. ومن نتائج ذلك أن بنية التفسير الميكروسكوبي استبعدت صلاحيتها، بل ظهر فشلها كأداة للتفسير في هذا المستوى الجديد من الظواهر؛ وبالتالي انهارت النظرة الكيميائية للذرة التي اعتبرتها جسيمات صلبة يمكن تحديد موقعها وسرعتها بالشكل والحركة. وفي نفس الوقت الذي تنهار فيه المقادير الديكارتية أمام علاقات الارتياب تؤكد نزعة العلم الطرائقية نفسها وتبين عن جداراتها، خصوصا وأن مفهوم الموقع والسرعة يتحول إلى مفهوم طرائقي وكأن تحديده ينتج عن علاقة الجسيم بمنظومة الملاحظ.
41
ويعتبر هيزنبرج من أقطاب مدرسة كوبنهاجن، والمتحدث الرسمي عن فكر تلك المدرسة، بل والمدافع عن فكرها؛ حيث راح يعلن أن: «الوصف الموضوعي للوقائع في الفضاء والزمان غير ممكن»؛
42
ناپیژندل شوی مخ