علمي فکر او د معاصر حقیقت نوي پرمختګونه
التفكير العلمي ومستجدات الواقع المعاصر
ژانرونه
إن حروب العلم التي شنها سوكال ضد أنصار ما بعد الحداثة الفرنسيين كشفت على أن تلك الحروب ليس الهدف منها فقط سوء استخدام اللغة بقدر ما هي حروب ثقافات. (8)
إن الباعث الذي حدا بسوكال إلى أن يكتب بحثا عن ميكانيكا الكوانتم بأسلوب ما بعد الحداثة المتغطرس والمسيس، كان الهدف منه هو إحراج دعاة النسبوية المتطرفة، بوصفها خطرا يهدد وجود العلم ذاته، واختبار مدى جدية وصرامة المنتسبين إلى «ما بعد الحداثة». (9)
أوضحت خدعة سوكال أن إصرار فلاسفة ما بعد الحداثة على أنهم مؤهلون للحديث عن موضوعات صعبة، تأسيسا على قراءات لكتب شعبية رائجة ، من شأنه أن يجعل العلماء يحجمون عن أخذهم مأخذا جادا. (10)
لقد كشفت خدعة آلان سوكال عن أهمية النظرة الفيتجنشتينية التي تعول على أننا نكتشف اللغة من خلال استعمالها في مختلف مجالات النشاط الإنساني في حياتنا اليومية. كما كشفت الخدعة أيضا الدعوة إلى مطالبة العقل بالتريث، وأن الجهل باللغة وسوء استخدامها هو المسئول عن الإخفاق العقلي والفوضى الروحية التي سادت التفكير الغربي. (11)
إن خدعة آلان سوكال فضحت دعوة أنصار ما بعد الحداثة القائلين بأن العلم يمثل منتجا ثقافيا مثل المنتوجات الثقافية الأخرى؛ وليس، في أي من أحكامه، أصدق من صدق موسيقى موتسارت مثلا، فلا يوجد أي مقياس لفرز عبارات العلم وتمييزها عن الخطاب العادي. (12)
إن سوكال أراد من خدعته أن يوصل رسالة لجميع أنصار العلوم الإنسانية الذين أجبروه على أن يشعل حروب العلم ضدهم، وهي أن العلم مختلف عن الأنشطة الفكرية الأخرى؛ لأنه يعتمد على حكم منزه للأفكار الطبيعية ذاتها؛ فالبنسبة إلى رجل العلم، بمجرد أن تنطق التجربة، ينتهي النقاش. وهذا الجانب تحديدا من العلم هو ما يهاجمه فكر ما بعد الحداثة. (13)
كشفت لنا خدعة آلان سوكال على أن العلماء يشكلون - فيما بينهم - مجتمعهم الخاص بهم، وأن هناك قيودا داخلية على البحوث داخل كل مبحث علمي. وهي قيود ليست لها علاقة كبيرة بمتطلبات العلم ذاته؛ ففي الحياة العلمية يمكن لصحيفة مهمة بأن تكون مضطرة إلى تغيير سياستها في مواجهة معلومات كاسحة؛ حيث إن المحررين هم في نهاية الأمر علماء، وإنهم مثل جميع العلماء سيقبلون عمليا، ولو على مضض، حكم رجل العلم الطبيعي. (14)
إن هناك سببا رئيسيا جعل سوكال يشعل بخدعته حروب العلم ضد مفكري ما بعد الحداثة، وهو أن هؤلاء المفكرين استسلموا في فور حماستهم لفكرة أن العلم، شأنه شأن النقد الأدبي، تحكمي وذاتي، وبذلك فإنهم عمليا عمدوا بذلك إلى توسيع الهوة بين الثقافة العلمية والثقافة الأدبية من دون ضرورة. (15)
أظهرت لنا خدعة آلان سوكال أن الهوة الراهنة بين العلوم والإنسانيات كان سببها المفكرين الإنسانيين الذين تبنوا فكر ما بعد الحداثة ؛ وذلك لإيمانهم الشديد بأن إحدى الأفكار الأساسية في النقد الأدبي بعد الحداثي هي «أن لا شيء خارج النص». ومعنى هذا في تصور سوكال أنهم يؤمنون بأن الأسلوب الصواب لتحليل أي رأي هو النظر فقط إلى ما هو مسطور عن هذا الرأي، وأن ما يحدث هذا بخاصة بغية الكشف عن الانحيازات والأهواء التي يخفيها المؤلف ويسكت عنها، ولكن سوكال وغيره من العلماء يرون أن السبيل لاختيار أحكام ما هو إجراء التجارب لاستبيان صدقها من عدمه. (16)
بينت لنا خدعة سوكال أن حروب العلم تأججت بفعل السيطرة الاجتماعية على العلم؛ حيث إن ثمة مكونا اجتماعيا في العلم، وأن العمليات الاجتماعية والسياسية يمكن أن تؤدي إلى تسريع أو إبطاء تقدم مجال معين من مجالات العلم. (17)
ناپیژندل شوی مخ