وقال ابن عراق(2) في ((تنزيه الشريعة عن الأحاديث الموضوعة))(3)، بعد ذكر هذا الحديث: أخرجه أبو بكر الأنباري(4) في كتاب ((الوقف والابتداء)) من حديث عبادة، ولا يصح، فيه: داود بن راشد الطفاوي، والكديمي، وتعقب بأن الكديمي منه بريء، فقد أخرجه الحارث(5) في ((مسنده))(6)، وابن أبي الدنيا في ((التهجد))، وابن الضريس في ((فضائل القرآن))، وابن نصر(7) في ((كتاب الصلاة))، كلهم من حديث داود من غير طريق الكديمي.
قلت(1): وداود أخرج له أبو داود(2)، والنسائي(3)، ووثقه ابن حبان(4).
وأدخله ابن حجر في ((التقريب))(5)، في طبقة من لم يثبت فيه ما يترك الحديث لأجله.
وله شاهد من حديث معاذ بن جبل، أخرجه البزار في ((مسنده))(6) عن خالد بن معدان(7)، عن معاذ، وفيه انقطاع.
قال البزار: خالد لم يسمع من معاذ. انتهى.
فهذه آثار صريحة، وبعضها وإن كانت أسانيدها ضعيفة، فبعضها قوية دالة على حصول الجماعة بالملائكة واقتداؤهم بالأئمة البشرية.
وهناك أخبار دالة عليه:
بعضها صريحة، تركنا ذكرها خوفا من التطويل الموجب للملالة، فخير الكلام ما قل ودل.
وبعضها وإن كانت غير صريحة لكنها كالصريحة، تركنا ذكرها؛ لكون الصريح كافيا في المقصود، من غير احتياج إلى الكناية، وقد استفيد من سرد الآثار المذكورة أمور:
- الأول -
إنه يستحب الأذان والإقامة للمسافر، ولمن يصلي في الصحراء، والأرض القفراء، وإن كان منفردا.
مخ ۳۹