تذکرت راشد
تذكرة الراشد برد تبصرة الناقد
ژانرونه
قال ناصرك المختفي: كلاهما غلطان؛ فإنه مد ظله طالعه واستفاد منه... إلخ.
أقول: هذا عجب عجيب، يتعجب منه كل لبيب؛ فإنك عصمك الله عن غفلتك لما حصلت لك مطالعة ((الحصن))، والاستفادة منه، فلم حكمت بموته سنة أربع وثلاثين وسبعمئة؟! فإن من مات في تلك السنة لا يمكن أن يتم تصنيفه سنة إحدى تسعين وتسعمئة، إلا أن يقال: إنه رصفه في رمثه، وألفه في قبره.
فإن تخلصت بأني قد كنت أعلم أنه أتم ((الحصن)) سنة إحدى وتسعين، وإنما أرخت موته سنة أربع وثلاثين تقليدا بصاحب ((كشف الظنون)) (1).
قيل لك: حاشاك عن ذلك، ثم حاشاك؛ فإن مثل هذا التقليد مع مثل هذا العلم نوع من الجنون، وللجنون فنون.
وإن اعتذرت بأني كنت قد نسيته، وصاحب النسيان معذور.
قيل لك: إنما يكون معذورا إذا صدر ذلك منه أحيانا، لا من تواتر عنه السهو والقصور، واللهو والفتور.
قلت: في ((إبراز الغي)):
- الثامن والأربعون -
ذكر بعد سطور عديدة أن شرح ((الحصن)) المسمى ب((مفتاح الحصن الحصين)) شرح مفيد لمؤلفه، وفرغ منه سنة إحدى وثلاثين وثمانمئة، بعد تأليف ((الحصن)) بأربعين سنة.
وهذا يفضي إلى العجب على العجب؛ فإنه لما ذكر سابقا أنه فرغ من تأليف ((الحصن)) سنة إحدى وتسعين وتسعمئة، وأنه مات سنة أربع وثلاثين وسبعمئة، فكيف يمكن فراغه من تأليف ((شرح الحصن)) بعد تأليف ((الحصن)) نحو أربعين سنة(2).
مخ ۴۵۴