أمير المؤمنين وهو يقرأ علي هذه الآية أفتومنني ان لا تخرج علي ولا على احد من ولدي بعدي فقال والله لا فعلت ذلك أبدا ولا هو من شيمتي فقال صدقت؛ ثم قال يا ربيع اعطه ثلاثة آلاف دينار ورده الى أهله.
قال الربيع: فاحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو على الطريق مخافة العوائق.
وقال المدائني: اقام موسى بالمدينة حتى توفي المهدي والهادي وحج هارون الرشيد فاجتمع بموسى بن جعفر عند قبر رسول الله (ص) فقال هارون للنبي (ص) السلام عليك يا بن العم افتخارا على من حوله فدنى موسى من القبر وقال السلام عليك يا أبه فتغير وجه هارون ثم قال والله يا أبا الحسن هذا هو الفخر والشرف حقا ثم حمله معه الى بغداد فحبسه بها سنة سبع وسبعين ومائة فاقام في حبسه الى سنة ثمان وثمانين ومائة في رجب فتوفي بها.
وذكر الزمخشري في (ربيع الابرار) ان هارون كان يقول لموسى خذ (فدكا) وهو يمتنع فلما ألح عليه قال ما آخذها إلا بحدودها. قال وما حدودها قال الحد الأول عدن فتغير وجه الرشيد، قال والحد الثاني؟ قال سمرقند فاربد وجهه، قال والحد الثالث؟
قال افريقية فاسود وجهه، قال والحد الرابع؟ قال سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينة، فقال هارون فلم يبق لنا شيء فتحول في مجلسي فقال موسى قد أعلمتك اني ان حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتله واستكفى أمره.
وذكر الخطيب في تاريخه قال: بعث موسى من الحبس رسالة الى هارون يقول له ان ينقضي عني يوم من البلاء حتى ينقضي عنك يوم من الرخاء حتى نقضي جميعا الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
واختلفوا في سنه على أقوال، أحدها: خمس وخمسون سنة، والثاني: أربع وخمسون؛ والثالث: سبع وخمسون، والرابع: ثمان وخمسون، والخامس: ستون.
ودفن بمقابر قريش وقبره ظاهر يزار؛ وقيل مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
ذكر اولاده
قال علماء السير: وله عشرون ذكرا وعشرون انثى: علي الإمام، وزيد وهذا زيد كان قد خرج على المأمون فظفر به فبعث به الى أخيه علي بن موسى الرضا فوبخه
مخ ۳۱۴