220

تذکره خواص

تذكرة الخواص‏

ژانرونه

قال محمد بن سيرين: وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالب (ع) في هذا فانه لقي عمر بن سعد يوما وهو شاب فقال ويحك يا ابن سعد كيف بك اذا اقمت يوما مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار.

وقال الواقدي وغيره: لما رحل الحسين (ع) من القادسية وقف يختار مكانا ينزل فيه واذا سواد الخيل قد أقبل كالليل وكأن راياتهم اجنحة النسور واسنتهم اليعاسيب فنزلوا مقابلهم ومنعوهم الماء ثلاثة أيام، فناداه عبد الله بن حصن الأزدي يا حسين ألا تنظر الى الماء كأنه كبد السماء ووالله لا تذوق منه قطرة حتى تموت عطشا. فقال الحسين اللهم اقتله عطشا ولا تغفر له أبدا فكان بعد ذلك يشرب الماء ولا يروى حتى سقي بطنه فمات عطشا.

وناداه عمرو بن الحجاج يا حسين هذا الماء تلغ فيه الكلاب وتشرب منه خنازير أهل السواد والحمر والذئاب وما تذوق منه والله قطرة حتى تذوق الحميم في نار الجحيم فكان سماع هذا الكلام على الحسين أشد من منعهم إياه الماء. قال فلما اشتد بالحسين وأصحابه العطش بعث بالعباس بن علي (ع) أخيه الى المشارع في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا فاقتتلوا عليه ولم يمكنوهم من الوصول اليه.

وكان عمر بن سعد يكره قتال الحسين فبعث اليه يطلب الاجتماع به فاجتمعا خلوة فقال له عمر ما جاء بك فقال أهل الكوفة فقال ما عرفت ما فعلوا معكم فقال من خادعنا في الله انخدعنا له، فقال له عمر قد وقعت الآن فما ترى فقال دعوني ارجع فأقيم بمكة أو المدينة أو اذهب الى بعض الثغور فاقيم به كبعض أهله فقال أكتب الى ابن زياد بذلك فكتب الى ابن زياد يخبره بما قال فهم ابن زياد ان يجيبه الى ذلك فقال شمر بن ذي الجوشن الكلابي لا تقبل منه حتى يضع يده في يدك فانه ان افلت كان أولى بالقوة منك وكنت أولى بالضعف منه فلا ترض إلا بنزوله على حكمك؛ فقال ابن زياد نعم ما رأيت وكتب الى ابن سعد اما بعد: فاني لم أبعثك إلى الحسين لتطاوله وتمنيه السلامة وتكون شافعا له عندي فان نزل على حكمي ووضع يده في يدي فابعث به الي وان أبى فازحف عليه واقتله وأصحابه وأوطئ الخيل صدره وظهره ومثل به وان ابيت فاعتزل عملنا وسلمه الى شمر بن ذي الجوشن فقد أمرناه فيك بامر وكتب الى أسفل الكتاب:

الآن حين تعلقته حبالنا

يرجو الخلاص ولات حين مناص

مخ ۲۲۳