212

تذکره خواص

تذكرة الخواص‏

ژانرونه

المدينة بعد ذلك هو وابن عباس ولما استقر الحسين بمكة وعلم به أهل الكوفة كتبوا اليه يقولون إنا قد حبسنا أنفسنا عليك ولسنا نحضر الصلاة مع الولاة فاقدم علينا فنحن في مائة الف؛ فقد فشا فينا الجور وعمل فينا بغير كتاب الله وسنة نبيه ونرجوا أن يجمعنا الله بك على الحق وينفي عنا بك الظلم فانت احق بهذا الامر من يزيد وأبيه الذي غصب الامة فيها وشرب الخمر ولعب بالقرود والطنابير وتلاعب بالدين وكان ممن كتب اليه سليمان بن صرد والمسيب بن نجية ووجوه أهل الكوفة.

قال الواقدي: ولما نزل الحسين مكة كتب يزيد بن معاوية الى ابن عباس أما بعد فان ابن عمك حسينا وعدو الله ابن الزبير التويا ببيعتي ولحقا بمكة مرصدين للفتنة معرضين انفسهما للهلكة، فاما ابن الزبير فانه صريع الفناء وقتيل السيف غدا وأما الحسين فقد احببت الاعذار اليكم أهل البيت مما كان منه وقد بلغني ان رجالا من شيعته من أهل العراق يكاتبونه ويكاتبهم ويمنونه الخلافة ويمنيهم الامرة وقد تعلمون ما بيني وبينكم من الوصلة وعظيم الحرمة ونتائج الارحام وقد قطع ذلك الحسين وبته وأنت زعيم أهل بيتك وسيد أهل بلادك فالقه فاردده عن السعي في الفرقة ورد هذه الأمة عن الفتنة فان قبل منك وأناب اليك فله عندي الامان والكرامة الواسعة واجري عليه ما كان أبي يجريه على أخيه، وان طلب الزيادة فاضمن له ما اريك الله انفذ ضمانك واقوم له بذلك وله على الايمان المغلظة والمواثيق المؤكدة بما تطمئن به نفسه ويعتمد في كل الامور عليه، عجل بجواب كتابي وبكل حاجة لك إلي وقبلي والسلام.

قال هشام بن محمد وكتب يزيد في أسفل الكتاب:

يا أيها الراكب الغادي لمطيته

على عذافرة في سيرها قحم

ابلغ قريشا على نأي المزار بها

بيني وبين الحسين الله والرحم

وموقف بفناء البيت أنشده

عهد الاله غدا يوفى به الذمم

هنيتم قومكم فخرا بأمكم

أم لعمرى حسان عفة كرم

هي التي لا يداني فضلها أحد

بنت الرسول وخير الناس قد علموا

اني لأعلم أو ظنا لعالمه

والظن يصدق أحيانا فينتظم

ان سوف يترككم ما تدعون به

قتلى تهاداكم العقبان والرخم

يا قومنا لا تشبوا الحرب اذ سكنت

وأمسكوا بحبال السلم واعتصموا

مخ ۲۱۵