حديث شيق
ويقولون: «حديث شيق» و«مقالة أو خطبة شيقة». فيستعملون هذه الصفة بمعنى: شائق، أي داع إلى الشوق، وهو خطأ لأنها بمعنى: مشتاق، فيقال: رجل شيق، وقلب شيق. قال المتنبي: «ما لاح برق أو ترنم طائر
إلا انثنيت ولي فؤاد شيق»
فالصواب أن يقال: حديث شائق، وخطبة شائقة.
حاضر. محاضرة. محاضر
ويستعملون «حاضر» و«محاضرة» و«محاضر»، بدل خطب وخطبة وخطيب. وقد عم هذا الإبدال على ما فيه من الخطأ، حتى أنك لتراه دائرا في أفواه المتكلمين وألسنة الخطباء وأقلام الكتاب. فكأنهم يتوهمون أن كلمة «محاضرة » أضخم لفظا وأفخم معنى من كلمة «خطبة»، فيؤثرونها عليها في الاستعمال. كما يفضلون «تعريب» و«محرر» و«أستاذ» على ترجمة وكاتب ومعلم لهذا الوهم نفسه! ولعل بعضهم يرى غضاضة عليه أن يقال لما ألقاه من الكلام على جماعة: «خطبة»، ولا يقال له: «محاضرة»!
فالمحاضرة مصدر حاضر، بمعنى: عدا وسابق، أو بمعنى: جاء بالجواب حاضرا. إذا هي العدو والسباق، أو هي ما بين القوم أن يجيب الواحد صاحبه بما يحضره من الجواب. ومن ذلك: المحاضرات الشعرية، كما بين عبيد بن الأبرص وامرئ القيس، وبين أبي تراب السريجي والشريف العباسي. وفلان حسن المحاضرة: أي حسن المجالسة، والمحاضرة من فنون الأدب الاثني عشر.
هذه معاني المحاضرة، وليس فيها واحد يسوغ استعمالها بمعنى الخطبة. وجميع الأئمة الذين اشتهروا بالبراعة في الخطابة لم ينعت أحد منهم قط بكلمة «محاضر»، بل كان كل منهم يوصف بكلمة خطيب، وكان ما يكلم الناس به يطلق عليه خطبة لا محاضرة.
أجاب على سؤاله. فتش عليه
ويقولون: «أجاب على سؤاله» و«ذهب يفتش عليه». فيعدون كلا من هذين الفعلين ب«على». والصواب أن يعدى الفعل الأول بنفسه أو بعن أو بإلى. فتقول: أحببت سؤاله أو عن سؤاله أو إلى سؤاله. وأما الفعل الثاني فيعدى بنفسه إن أريد استعماله بمعنى تصفح، نحو: فتشت الكتب. ويعدى بعن إذا كان بمعنى سأل واستقصى في الطلب، نحو: فتشت عنه.
ناپیژندل شوی مخ