تذکره په وعظ کې

ابن الجوزي d. 597 AH
89

تذکره په وعظ کې

التذكرة في الوعظ

پوهندوی

أحمد عبد الوهاب فتيح

خپرندوی

دار المعرفة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٦

د خپرونکي ځای

بيروت

ژانرونه

ادب
تصوف
سُبْحَانَ من كتب الْمَوْت على من تَحت عَرْشه سبحانة من تفرد بالوجود الأزلي والبقاء السرمدي دون خلقه سُبْحَانَ من سَاوَى بَين الْبَريَّة فِي وُرُود حِيَاض الْمنية فَلَا الْقوي يعتصم مِنْهَا بقوته وَلَا الْعَزِيز يرْتَفع عَنْهَا بعزته قَضَاء وَفضل سبقت بِهِ إِلَّا إلاهيته والأقدار وَحكم عدل حكم بِهِ من كل شَيْء عِنْده بِمِقْدَار فَمن سخط فَلهُ السخط وَمن رَضِي فَلهُ الرِّضَا لِأَن الْقَدِير إِذا طلب أدْرك وَإِذا حكم أمضى سكرة الْمَوْت لَا تحيا إِلَّا بِالْحَقِّ وَالرِّضَا بِالْحَقِّ وَاجِب على جَمِيع الْخلق إِن لملك الْمُلُوك قدرَة دائرتها مُحِيطَة لَا يخرج عَنْهَا دودوح من سكان البسيطة فَالْحَمْد لله على رَحمته فِيمَا من بِهِ من الْحَيَاة وعَلى حكمته فِيمَا حكم بِهِ من الْمَمَات وَالْحَمْد لله الَّذِي يحيينا بعد الْوَفَاة ويجمعنا بعد الشتات إِن عاملنا بِمَا نحبه فَمن خَزَائِن الرَّحْمَة وَالْفضل وَإِن فعل بِنَا مَا نكرهه فَمن بَاب الْحِكْمَة وَالْعدْل فشكره وَاجِب علينا إِذا ذكرنَا بفضله وَالرِّضَا عَنهُ لَازم لنا إِذا عاملنا بعدله وكل ذَلِك مِمَّا سطرته أقلامه وشرعته أَحْكَامه تقدس الَّذِي صنع فأتقن وَلم يكن لَهُ فِي صَنعته مشير وَخلق فَأحْسن وَلم يكن لَهُ على خلقه ظهير تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك وَهُوَ على كل شَيْء قدير الَّذِي خلق الْمَوْت والحياة ليَبْلُوكُمْ أَيّكُم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور أما بلوى الْحَيَاة فَإِن راميها يصلح لكسب الْخَيْر وَالشَّر فكاسب الْخَيْر صابر على مصير أَهله وكاسب الشَّرّ سيجزى على فعله بِمثلِهِ

1 / 106