ايا راضع الدُّنْيَا انفطم عَن فطامها فقد آن تنهاك عَنْهَا الشوائب الا عَامل فِيهَا سينفذ زاهد الا مُؤمن فِيهَا سيخلد رَاغِب الا آسَف ذُو لوعة وَتحرق الا نائح فِي مآتم الْحزن نادب الا مذنب مُسْتَغْفِر من ذنُوبه الا خَائِف من خشيَة الله رَاهِب الا خاشع خوفًا من الله خاضع الا ناحل شوقا الى الله ذائب سَتَلْقَوْنَ مَا قدمتم الْيَوْم فِي غَد وكل امرىء يجزى بِمَا هُوَ كاسب
مَتَاع الدُّنْيَا قَلِيل
الثَّوَاب فِي الدُّنْيَا قَلِيل وَلنَا عَلَيْهَا حِسَاب طَوِيل فتهيأ للنقلة عَنْهَا قبل ان يزعجك الرحيل لَيْسَ لَك فِي سفر الْآخِرَة زَاد الا مَا قدمت ليَوْم الْمعَاد لَا تمسك عَن النَّفَقَة فِي طَاعَة الله فَمَا يَلِيق بِالْمُؤمنِ إمْسَاك لقد شهد الْقُرْآن بِأَن الممسكين عَن الْإِنْفَاق قد ألقوا بِأَيْدِيهِم إِلَى الْهَلَاك يَا اصحاب الاسماع الواعية والعقول الصاحية الله هُوَ الْمَوْجُود الَّذِي اسْتغنى عَن ايجاد موجد الله هُوَ الْوَاحِد الَّذِي لَا يفْتَقر توحيده الى تَوْحِيد موحد الله هُوَ الأول الَّذِي لَيْسَ لأوليته اول والأخر لَيْسَ لآخريته آخر الله الَّذِي كلما ظهر فَهُوَ بَاطِن وَكلما بطن فَهُوَ ظَاهر الله الاحد الَّذِي لم يكن لَهُ كفوا اُحْدُ والصمد الَّذِي كل من سواهُ اليه صَمد كل معبود تَحت عَرْشه بَاطِل وكل ظلّ تَحت ظله زائل مستغن عَمَّا سواهُ وكل مَا سواهُ اليه فَقير يجير على كل اُحْدُ وَمَا اُحْدُ يجير عَلَيْهِ هُوَ القاهر فَوق عباده اذا اراد شَيْئا فَإِنَّمَا يَقُول لَهُ كن فَيكون لَا يتَأَخَّر عَن مُرَاده
1 / 72