وفضله فَإِذا اسْتَغَاثُوا بإحسانه على عصيانه ادبهم بِسَوْط عدله حَتَّى لَا يزَال الْمَخْلُوق مراقبا لخالقه والمرزوق شَاكر لرازقه متأدبا فِي مُعَامَلَته مقتديا فِي السلوك الى ربه بأوليائه واهل طَاعَته فَمن رزق مَا يحب فليشكر الرازق وَمن اصابه مَا يكره فليتهم نَفسه فِي مُعَاملَة الخلاق قَالَ الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى فِي كِتَابه الْمُبين وَلَقَد اخذنا آل فِرْعَوْن بِالسِّنِينَ وَنقص من الثمرات لَعَلَّهُم يذكرُونَ ابْتَلَاهُم الله تَعَالَى بِالْقَحْطِ ليخلعوا اردية كبريائهم ويرجعوا الى طَاعَة انبيائهم فَالْوَاجِب على كل قوم انْقَطَعت عَنْهُم متصلات الأرزاق ان يعودوا باللوم على انفسهم وَلَا يتهموا الرَّزَّاق ويستفغروا رَبهم من ارْتِكَاب مَعْصِيَته ويتوبوا اليه من الاصرار على مُخَالفَته ويتحللوا غرماءهم من اهل الْمَظَالِم ويأخذوا بالانكار على يَد السَّفِيه والظالم ويتصدقوا من فَاضل مَا انْعمْ الله عَلَيْهِم على من احوجه الله اليهم ويقيموا دين الله كَمَا امْر ويحذروا تَمام نعْمَة الله فيهم فَهُوَ حق الحذر وينكسروا بَين يَدي الله عساه يجْبر كسرهم ويبتهلوا اليه بالاستعانة والتضرع لَعَلَّه يكْشف ضرهم وَيصْلح امرهم
1 / 64