ايا رَاقِد اللَّيْل انتبه من رقادك وَكن مَعَ سلاك الْمحبَّة سالكا فَهَذَا زمَان الْبَذْل والجود والندى فَقُمْ واسأل الْخيرَات تعط سَأَلَك ايا نَاسِيا عهد الْمحبَّة قَاطعا حبال حبيب وَاصل لحبالك الى كم صدودا واجتنابا وجفوة تعال نجدد عهدنا من وصالك اما ان تشتاق قرب مزارنا كَمَا نَحن مشتاقون قرب مزارك تناسيتنا حَتَّى نسيت عُهُودنَا لكننا لم ننس عهد ودادك كَأَنَّك لم تذنب اذا جِئْت تَائِبًا فتب نعفو عَمَّا كَانَ من سوء حالك
تَنْبِيه الغافلين الى جنَّة رب الْعَالمين
انتهز الفرصة الزَّمَان قبل تعذر الامكان قبل ان تنقل من اسْم مَا زَالَ الى خبر كَانَ فَمَا كل حِين مُمكن الْفَوْز بالمنى وَلَا كل وَقت يرفع الْحجب للْعَبد هَذِه اذا باعدتك الرّيح فادفع شراعها فيوشك ان تَأتي العواقب بِالْحَمْد فَمَا حَازِم من لم يُبَادر الى الْعلَا وَلَا نافس من لم ينافس على الْمجد هَذِه سوق المعامله قائمه فَأَيْنَ طلاب الارباح هَذِه مقصورات الْخيام بارزة فَأَيْنَ خطاب الملاح لَو ان حورا طلعت الى الدُّنْيَا لملأتها نورا وعطرا فَهَل الى مُقَارنَة هَذَا القرين الصَّالح مرتاح كَيفَ ينفزع لخطبة الْحور من هُوَ مخلد الى دَار الْغرُور ان هجرته الدُّنْيَا
1 / 48