تفوق قضيب البان قدًّا منعما ... وتحكي ثناياها الجمان المفصلا
وتسقيك من فيها الطلى وإذا رنت ... لواحظها المرضى أرتك بها الطّلى
جننتُ بها وجدًا فيا ليت أنني ... بفاحم ذاك الشعر كنت مسلسلا
البيت الرابع ينظر إلى قول مهيار وقد جمع معانيها وهي أبيات:
أما وهواها عذْرةً وتنصُّلا ... لقد نقل الواشي إليها فأمحلا
سعى جهدهُ لكن تجاوزَ حدَّهُ ... وكثّرَ فارتابت ولو شاء قلّلا
وقال ولم تقبل ولكن ألومهُ ... على أنه ما قالَ إلاّ لتقبلا
وطارحها أني سلوتُ فهل رأى ... له الذمُّ مثلي عن هوى مثلها سلا
والبيت الخامس مأخوذ من قول أبي الطيب:
بما بجفنيكِ من سحرٍ صِلي دنفًا ... يهوى الحياة وأما إن صددتِ فلا
وقلت من أخرى في مدح المخدوم الصاحب الأعظم علاء الدين، عزّ نصره:
عاوده من ذكر أوطانه ... عيد فأغراه بأشجانهِ
وحدثته نسمات الحمى ... حديثها المروي عن بانهِ
يا منزلًا طاوعتُ فيه الهوى ... والعمرُ في أول ريعانه
ومربعًا ظلّت أسود الشرى ... خاضعةً من فتك غزلانه
كم من ليالٍ فيك قضيتها ... وكّلت القلب بأحزانهِ
وشادنٍ حلو اللمى أهيفٍ ... هاروت في فترةِ أجفانهِ
سنانه يقصر يوم الوغى ... في سلمه عن فتك وسنانهِ
إذا تثنَّى قدّه مائلًا ... أودى على البان وأغصانهِ
وإن سرت مسكية نفحةٌ ... روتْ لنا عن طيب أردانهِ
ولائم أسرف في لومه ... وألزم القلب بسلوانهِ
وطاوع العذل ولي همّةٌ ... وكَّلها الوجدُ بعصيانهِ
فجنتي وصل الحبيب الذي ... أصل عذابي نارُ هجرانهِ
وقلت من أخرى في مدحه، أعز الله أنصاره:
طافَ بها والليلُ وحفُ الجناح ... بدرُ الدجى يحمل شمس الصباحْ
يقال: عشب وحف وواحف أي كثير، والجناح الوحف: الكثير الريش.
وفاز بالراحة عشّاقهُ ... لما بدا في راحهِ كأسُ راحْ
ظبيٌ من التركِ له قامة ... يزري تثنيها بسمرِ الرماحْ
عارضهُ آسٌ وفي خدّه ... وردٌ نضيرٌ والثنايا أقاحْ
أطعتُ فيه صبوتي والهوى ... طوعًا وعاصيتُ النهى واللواحْ
عاطيته صهباءَ مشمولةً ... تحكي سنا الصبح إذا الصبح لاحْ
فسكّنتْ سورتهُ وانتشى ... وظلَّ طوعي بعد طول الجماحْ
فبتُّ لا أعرف طيب الكرى ... وبات لا ينكر طيب المزاحْ
فهل على من بات صبًّا به ... وإن نضا ثوبَ وقارٍ جناحْ
ومن غزل أخرى في المخدوم الصاحب علاء الدين، عزّ نصره:
محياك أمْ بدرٌ رضابك أمْ خمرُ ... وحسن تثنٍ في قوامكَ أم سكرُ
وناظرك التركيّ أمْ حدُّ صارمٍ ... وهذا فتور في لحاظك أمْ سحرُ
وهل بردٌ في فيك أمْ سمطُ لؤلؤ ... وهل عن ثنايا أمْ أقاحيّ تفترُّ
وشعرك أمْ ليل تضل به الورى ... ووجهك أمْ صبح به يهتدي السفرُ
يمينًا لقد حيّرتني في محاسنٍ ... منحتَ بها يعيا بأوصافها الفكرُ
فخدّاك وردٌ واللواحظُ نرجسٌ ... وصدغاك ريحانٌ وريقتكَ الخمرُ
ومن أخرى فيه عزّ نصره:
غزال النقا لولا ثناياك واللّمى ... لما بتّ صبًّا مستهامًا متيّما
ولولا معانٍ فيك أوجبنَ صبوتي ... لما كنتُ من بعدِ الثلاثين مغرما
أيا جنّةَ الحسنِ الذي غادر الحشا ... بفرطِ التجافي والصدود جهنما
جريت على رسمٍ من الجورِ واضحٍ ... أما آن يومًا أن ترقَّ وترحما
أمالكَ قلبي كيف حلّلتَ جفوتي ... وعدتَ لقتلي بالبعادِ متمّما
وحرّمت من حلو الوصال محلّلًا ... وحلّلتَ من مرّ الجفاء محرّما
بحسن التثني رقَّ لي من صبابةٍ ... أسلْتَ بها دمعي على وجنتي دما
ورفقًا بمن غادرته غرض الردى ... إذا زار عن شخطٍ بلادك سلّما
عجبتُ وقد أطلقتَ دمعي فأشبه ال ... سحائب أني أشتكي في الهوى الظما
كلفت بساجي الطرف أحوى مهفهفٍ ... يميسُ فينسيكَ القضيبَ المنعما
يفوقُ الظّبا والغصنَ طرفًا وقامةً ... وبدر الدجى والبرقَ وجهًا ومبسما
1 / 51