21

Tadāruk Baqiyyat al-ʿUmr fī Tadbir Sūrat al-Nasr

تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر

خپرندوی

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

د ایډیشن شمېره

السنة السادسة والثلاثون العدد (١٢٥) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

ژانرونه

حق عندك ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ ١. بل إن العاقل اللبيب يحرص كل الحرص على عدم تحمل أي حق للخلق من الديون وغيرها ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، لأن الإنسان لا يدري متى يفجأه الأجل، ونفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه، كما جاء في الحديث ٢. ومن صدق الثقة بموعود الله ﷿ وجزيل ثوابه أن يعفو الإنسان عما له من حقوق عند الآخرين، من دم أو عرض أو مال ونحو ذلك ما أمكنه ذلك، قال تعالى: ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾ ٣. وقال تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ ٤ وقال تعالى: ﴿وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾ ٥. فاحرص أخي المسلم بارك الله فيك على أن تقدم على ربك وليس لأحد من الخلق عليك حق ما استطعت إلى ذلك سبيلًا، وتأمل خطورة الأمر، وتذكر قول الناصح الأمين ﷺ لأصحابه: “أتدرون من المفلس؟ " قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك

١ سورة عبس، الآيات: ٣٤ - ٣٧. ٢ أخرجه الترمذي في الجنائز ١٠٧٨، ١٠٧٩، وابن ماجه في الأحكام ٢٤١٣، من حديث أبي هريرة ﵁، وصححه الألباني. انظر: (صحيح المشكاة) حديث ٢٩١٥، (صحيح سنن ابن ماجه) حديث ١٩٥٧. ٣ سورة الشورى، آية: ٤٠. ٤ سورة البقرة، آية: ٢٣٧. ٥ سورة النحل، آية: ١٢٦.

1 / 33