118

تعيین په شرح الاربعین کې

التعيين في شرح الأربعين

پوهندوی

أحمد حَاج محمّد عثمان

خپرندوی

مؤسسة الريان (بيروت - لبنان)

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

د خپرونکي ځای

المكتَبة المكيّة (مكّة - المملكة العربية السعودية)

ژانرونه

ولا يُرى، ويشهد لذلك قوله ﷿ ﴿وهو معكم أينما كنتم﴾ [سورة الحديد: ٤] ﴿ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم﴾ [سورة المجادلة: ٧] ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ [سورة ق: ١٦] ﴿ونحن أقرب إليه منكم﴾ [سورة الواقعة: ٨٥] ﴿ونعلم ما توسوس به نفسه﴾ ﴿لا تدركه الأبصار﴾ الآية [سورة الأنعام: ١٠٣] وقوله ﵊: "إن المصلي يناجي ربه فلا يتنخمنَّ في قبلته فإن الله ﷿ بينه وبين قبلته" (١) وقوله ﵊: "اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا،
إنكم تدعون سميعًا بصيرًا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" (٢) قالوا: فكل هذه النصوص من الكتاب والسنة تدل على أن الله ﷿ سار بذاته في الوجود.
والجواب: أن البرهان قد قام على استحالة الاتحاد مطلقا، وعلى استحالة الحلول على الرب ﷻ. وما ذكرتموه من الاستدلال بهذا الحديث وغيره ظواهر لا تعارض البرهان القاطع.
وقد أجمع علماء الكتاب والسنة على تأويلها على خلاف ما ذكرتم فبطل ما ادعيتم والحمد لله رب العالمين.
وإنما ذكرت استدلالهم وحوابه لئلا يُمَوهَ به بعضهم على أحد، ويحتج بهذا الحديث الصحيح ونحوه عليه فيقبله وليس كذلك، فإن الحديث صحيح،

(١) رواه البخاري ١/ ١٥٩ ومسلم ١/ ٣٩٠ من حديث أنس بنحوه.
(٢) رواه البخاري ٣/ ١٠٩١ ومسلم ٤/ ٢٠٧٧ من حديث أبي موسى الأشعري.

1 / 67