من جهة شخصيتها يبطل ببطلانها ، فأما الماهية المجردة التي هى الإنسانية التي هى نوعها المحمول عليها وعلى غيرها فإنها لا تفسد ولا يفسد العلم بها.
الصور والهيئات متناهية ، والنسب بينها غير متناهية ، فلا يصح أن توجد صورة واحدة مرارا كثيرة معلومة للأول ، بل توجد الصور والهيئات عنه وهى متناهية معلومة أى موجودة عنه ، وإذ هذه الصور توجد عنه فيوجد مع وجودها النسب التي بينها وإن كانت غير متناهية لأن تلك النسب ليست هيئات توجد فلا يصح وجودها غير متناهية ، بل يكون وجود هذه النسب له مع وجود هذه المتناسبات من غير أن يحتاج إلى اعتبارها بل تكون معتبرة له. فإذا النسب الغير المتناهية موجودة فى ذاته. وإذا كانت موجودة فهى معلولة له ، إذ نفس وجودها هى نفس معلوميتها له. وعلى هذا الوجه يكون علم الأول فيسقط إذا أنه يعلم الأشياء الغير المتناهية ، والغير المتناهية لا يحيط بها علم.
الأبديات وسائر الموجودات فى حالة واحدة لها أحوال ونسب لبعضها إلى بعض ، وتلك النسب كلها موجودة معا للأول فهى معلولة له. مثال تلك النسب هو أن تكون إما نسبة إضافية أو نسبة تضادية أو نسبة علية ومعلولية وكل واحد من هذه النسب لا يتناهى ، ولها اعتبارات غير متناهية فكل واحد من تلك الموجودات من الهيئات والصور يكون علة للآخر ويكون معلولا للآخر ويكون مضادا لشيء ويكون مضايفا لشيء ويكون له إضافة فى إضافة وتركيب إضافة مع إضافة وأحوال غير متناهية. إلا أنه لما كانت الصور والهيئات متناهية وهو يعرفها متناهية وجب أن يعرف النسب التي بينها متناهية وإن كانت غير متناهية لأن تلك الصور والهيئات المتناهية موضوعة لاعتبارات غير متناهية ، وتلك الاعتبارات تكون حاضرة له لا يحتاج إلى اعتبارها كما نحتاج نحن إلى اعتبارها : فإنها إما أن تكون ، أعنى الصور والهيئات ، غير حاضرة لنا فنحتاج إلى تطلبها والبحث عنها؛ أو تكون كل واحدة منها حاضرة لنا فلا نعرف لوازمها والنسب التي بينها. ولا نعلم أنها لازم أيس (1)، وملزوم أيس ، وعلة أيس ومعلول أيس ومضاد أيس ومضاف أيس .
العلم الزمانى هو أن ندرك ذلك المعلوم فى زمان أدرك كما أدرك الشيء المنسوب إليه كما يقول هذا الشيء فى هذا الزمان من حيث هو متخيل أو محسوس أو معقول (42 ب) من حيث تأدى إلى العقل منهما ، لا من حيث حكم به العقل من أسبابه وموجباته.
الأول يعقل ذاته ، ويعقل لوازمه ، وهى المعقولات الموجودة عنه ، ووجودها معلول
مخ ۱۲۲