الحركات فى الأجسام الكائنة الفاسدة تقرب وتبعد ، أى تقرب العلة من المعلول كذلك الإرادات فى الفلك تقرب وتبعد.
الحركة معنى متجدد النسب ، أى غير ثابت فلا نزال تتجدد نسبها. ولا يجوز أن يكون شيء غير ثابت عن معنى ثابت ، والحركة فى المتحرك لا تكون مقتضى طبيعة المتحرك فإن الحركات تتجدد شيئا بعد شيء ، ونفوت الأولى وتلحق الثانية والطبيعة باقية ثابتة ، فيجب أن تكون عن حالة غير طبيعية وبسبب تجددها تحد ، والحالة الغير الطبيعية والطبيعة الا تحرك بالاختيار والإرادة ، بل بالتسخير فتكون حركتها إلى جهة واحدة ، والحركة المستديرة غير طبيعية وإذا كانت فى الشىء حركتان مختلفتان فإحداهما لغير الطبيعية كالحركتين اللتين فينا علوا وسفلا فإن إحداهما للنفس بقهر الجسم ، والأخرى للطبيعة. والحركة المستديرة فى الفلك للنفس التي تحركها إلا أنها حركة واحدة وكأنها طبيعية له مثلا كطبيعية حركة النار إلى العلو والأرض إلى السفل ، والقوة المحركة باقية موجودة مع انقضاء الحركة والميل ، وحركة الفلك إنما تتجدد بحسب تصورات النفس.
الحركة تتبع شيئا مستحيلا متغيرا ، والعقل غير مستحيل ، فلا تكون عنه حركة.
لو كانت الطبيعة علة الحركة لكان كل جزء من أجزاء الحركة ثابتا مع ثبات الطبيعة لكنها تبطل. وإذا كان الجسم خارجا عن مكانه الطبيعى ففى حال حركته إليه يكون على نسب مختلفة فيه فيكون فى أحوال مختلفة لا فى حالة واحدة فلهذا تبطل نسب الحركات.
إن قال قائل : لا يصح فى الله أنه لم يقدر فى وقت على الخلق لأنه أبدا كان قادرا بل إنما وجب فى المخلوق أن يخلقه فى حال دون حال (39 ا). فنقول إنما يكون هذا الصلوح عند الفاعل أو عند المنفعل ، ولا يصح أن يكون بسبب الفاعل. فإذن هو عند المنفعل. وهذا الصلوح هو الاستعداد التام والاستعداد التام يكون بتغير فيه. والمعدوم على الإطلاق لا يتغير حاله. فإذن يجب أن يسبقه وجود آخر غير الفاعل قد تغير ، وهذا هو صفة الحركة. وكل حادث يجب أن تسبقه حركة ، فالحركة سرمدية ، فيجب أن يكون هاهنا متحرك سرمدى وهو الفلك.
مفروضهم أنه يصح أن يكون قبل وجود الزمان معنى نتوهم كأنه مدة لا تكون زمانا ، وهذا هو معنى وهمى فى الحقيقة ، إلا أن ذلك المعنى يمكن أن تخلق فيه حركات تطابق البعض منه وحركات تطابق أكثر منه وهو فى نفسه غير ثابت. فيكون بعينه هو الزمان ، إذ يحصل فيه الأول والأكثر والتقضى. وهذا كله من صفات الزمان.
يمكن أن يفرض فى العدم المطلق حركتان : عظمى وصغرى ، ومحال أن يبتدئا معا
مخ ۱۱۳