قال بعض الأخيار: إِنَّه رأى فيما يرى النائم رؤًى كثيرة قال: وسمعت نوبة تضرب فعجبت من ذلك، فقلتُ: ما هذا؟ فقيل لي: الليلة تقطَّب يحيى النَّووي، فاستيقظتُ من منامي، ولم أكن أعرف الشيخ ولا سمعت به قبل ذلك، واتفق أنِّي دخلت المدينةَ في حاجة، فذكرت ذلك لشخص فقال: الشيخ في دار الحديث في الأشرفية، وهو الآن جالس فيها للميعاد، فاستدللت عليها ودخلتها فوجدته جالسًا فيها وحوله جماعة، فوقع بصره عليّ فنهض قائمًا إلى جهتي، وترك الجماعة ومشى إلى طرف إيوانها ولم يتركني أُكلِّمه، وقال: اكتم ما معك ولا تحدِّث به أحدًا، ثُمَّ رجع إلى موضعه ولم أكن رأيته قبلها ولم أجتمع به بعدها (١).
وحكى اليافعي في آخر الحكاية الثانية والثلاثين من "روض الرياحين" فيما بلغه: أنَّ الشيخَ خطفَ سارقٌ عِمامَتَه وهرب، فتبعه الشيخ يعدو خلفه ويقول: ملكتك إيَّاها قل: قبلت، والسارق ما عنده خبر من ذلك (٢).
_________
= السلام، فهذه الحكاية غير صحيحة، وقد ذكر نحوها السخاوي في "المنهل العذب" (ص ١٠٩)، وذكر عن شيخه الحافظ ابن حجر إنكار مثل هذه الحكاية وعدم حياة الخضر ﵇.
(١) ذكر هذه الحكاية ابن العطار في "تحفة الطالبين" (ص ٢١١)، وهي حكاية برواية مجهولة ولا تصحّ لا عقلًا ولا نقلًا، ولا يعلم الغيب إلَّا الله.
(٢) "المنهل العذب" (ص ١١١).
1 / 39