الخلاف في محل العقل هل هو القلب أو الدماغ؟ خلاف قديم للعلماء والأطباء لغيرهم، فأهل العلم رأوا النصوص الشرعية خطاب الشرع كله يتجه إلى القلب، جميع النصوص تتجه إلى القلب والعقل مناط التكليف، فدل على أن هناك ارتباطا وثيقا بينهما، وهنا {قلوب يعقلون بها} [(46) سورة الحج] فدل أن العقل في القلب، والأدلة على ذلك كثيرة جدا، وهذه حجة من يقول: أن العقل محله القلب، والأطباء يقولون: لا، محله الدماغ، الأطباء من المتقدمين والمتأخرين يرون أن محل العقل الدماغ؛ لأنه يتأثر العقل بتأثر الدماغ، ولا يتأثر بتأثر القلب؛ لأن القلب قد يصاب بمرض والعقل ثابت، فهما قولان والثالث للإمام أحمد -رحمه الله تعالى- يقول: العقل محله القلب وله اتصال بالدماغ، فيتأثر بهذا وهذا، فإذا تأثر الدماغ تأثر العقل تأثر القلب تأثر العقل والأطباء الآن يذكرون أن العقل يبقى ثابت مع أن القلب سقيم جدا، وقد يكون العقل مفقود والقلب سليم جدا، فهم يرون أنه لا ارتباط بهذا وهذا، لكن إذا نظرنا إلى النصوص وجدنا أن النصوص الشرعية متجهة إلى القلب: ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله)) والنصوص كثيرة تدل على هذا، وهم يشترطون للتكاليف بل جاء في النص أن التكاليف معلقة بالعقل، وأن المجنون مرفوع عنه القلم لا يكلف بشيء.
طالب:. . . . . . . . .
لكن إذا قلنا بهذا ألغينا مثل هذه الآية: {فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها} [(46) سورة الحج].
طالب:. . . . . . . . .
إيه، لكن ليست شيء بالنسبة لبقية ما يتعلق به.
طالب:. . . . . . . . .
لا، هو كلام الأطباء مبني على الحس، لكن هناك أمور غيبية تخفى عليهم، تخفى عليهم كثيرا وليست بمكتشف، في القلب أسرار وعجائب باستمرار، ومثل هذا إذا جاء عن الشرع في مثل هذه الأمور الصريحة في الموضع ما لنا إلا أن نرضى ونسلم.
طالب:. . . . . . . . .
مخ ۱۱