تعلیق په تفسیر الجلالین
التعليق على تفسير الجلالين
{يوم هم على النار يفتنون} [(13) سورة الذاريات] "أي يعذبون فيها، ويقال لهم" من باب الزيادة في التقريع والتبكيت "حين التعذيب {ذوقوا فتنتكم} [(14) سورة الذاريات] ذوقوا فتنتكم يفتنون يعذبون، فتنتكم: تعذيبكم، تعذيبكم هذا التعذيب الذي كنتم به تستعجلون في معرفة وقته في الدنيا، هذا ما قال هذه، ذوقوا فتنتكم هذه؛ لأن الضمير يعود على الفتنة، والمراد بالفتنة العذاب وهو مذكر، فعادت الإشارة إلى المعنى لا إلى اللفظ، وإلا فاللفظ مؤنث، ذوقوا فتنتكم تعذيبكم هذا التعذيب الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا، تستعجلون عن معرفة وقته {أيان يوم الدين} [(12) سورة الذاريات] ثم بعد أن ذكر حال الأشقياء ومآلهم ذكر حال أو ثنى بحال السعداء، وهذا وجه من وجوه تسمية القرآن بالمثاني، يعني يذكر حال الأشقياء ثم يثني بحال السعداء والعكس قد يذكر حال السعداء ثم يثني بحال الأشقياء، فقال: {إن المتقين في جنات} [(15) سورة الذاريات] المتقون هم من لازم التقوى، والتقوى فعل الأوامر واجتناب النواهي، {إن المتقين في جنات} [(15) سورة الذاريات] يعني بساتين واسعة يعني من بساتين الدنيا؟ لا، بستان الدنيا يعني قد يوجد بستان في الدنيا ومشروع كبير بالكيلوات لكنه لا شيء بالنسبة لثمرة واحدة من صنف واحد مما في جنات النعيم، يعني لو قرنت الدنيا نعيم الدنيا من بدء الخلق إلى قيام الساعة بثمرة واحدة بحبة عنب أو تفاح أو شيء من هذا. . . . . . . . . لا شيء، فكيف إذا كان نصيب آخر من يدخل الجنة، آخر من يدخل الجنة يخرج من النار يقال له: تمن، تنقطع به الأماني ويش يقول؟ يعني كأنه لسان حاله يقول: والله ما لي وجه أتمنى، فيقال له: أترضى أن يكون لك كملك أعظم ملك من ملوك الدنيا؟ يقول: إي وربي، إي يا رب، الملك؟ يعني اعتبر ملك هارون الرشيد مثلا الذي ملك غالب الأرض، أو ملك ذو القرنين، أو ملك سليمان الذي لا ينبغي لأحد من بعده تمنى مثل هذا، قال: هو لك، ومثله، ومثله ومثله، إلى عشرة أمثاله، ملك أعظم ملك من ملوك الدنيا، وفيه في هذا الملك العظيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر،
مخ ۱۲