مَالِكِ بنِ عَائِذٍ (ت ٣٧٥ هـ) "رَحَلَ إِلَى المَشْرِقِ قَبْلَ سَنَةَ (٣٤٧ هـ) وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ الحَسَنِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ الآمِدِيِّ، عَنِ الأَخْفَشِ، عَنِ المُبَرِّدِ (١).
وَطُرَرُ أَبِي الوَليْدِ أَوْ تَعْلِيْقَاتُهُ عَلَى الكَامِلِ ذَكَرَهُ المُتَرْجِمُوْنَ لِسِيْرَتِهِ في أَغْلَبِ كُتُبِ التَّرَاجِمِ، وَرُبَّمَا اقْتَصَرُوا في تَرْجَمَتِهِ عَلَيْهِ؛ نَظَرًا لِشُهْرَتِهِ وَتَميُّزِه عِنْدَهُمْ، وَلَمْ أَقِفْ عَلَى أَحَدٍ نَقَلَ عَنْهُ أَوْ أَفَادَ مِنْهُ مِنْ عُلَمَاءِ الأنْدَلُسِ.
وَلَا أَبْعُدُ أَنْ يَكُوْنَ ابْنُ السِّيْدِ قَدْ أَفَادَ مِنْهُ في طُرَرِهِ عَلَى الكَامِلِ أَيْضًا فَهُوَ في دَرَجَةِ تَلامِيْذِه، وَتَأثُّرُهُ فِيْه وَاضِحٌ لِمَنْ قَارَنَ بَيْنَ نُصُوْصِ الكِتَابَيْنِ، وَكَانَ ابْنُ السِّيْدِ قَدْ اجْتَمَعَ بِأبي الوَليْدِ عَلَى سَبِيْلِ المُذَاكَرَةِ لَا التَّلْمَذَةِ (٢). وَيَظْهَرُ أَنَّ تَعْلِيْقَاتِ أَبِي الوَليْدِ كَانَتْ عَلَى هَوَامِشِ نُسْختِهِ مِنَ "الكَامِلِ" وَلَمْ تُفْرَدْ فِي كِتابٍ. وَقَدْ تأثَّرَ أَبُو مُحَمَّدٍ بنُ السِّيْدِ بِعَمَلِ أَبِي الوَليْدَ فَصَنَعَ كَمَا صَنَعَ، وَوَضَعَ هَوَامِشَ عَلَى نُسْخَتِهِ هُوَ مِنَ "الكَامِلِ" (٣) حَتَّى قَيَّضَ اللهُ الشَّيْخَ الإمامَ عَلِيَّ بنَ
_________
(١) أخبار يحيى في: تاريخ علماء الأندلس (٢/ ١٩٣)، وجذوة المقتبس (٣٧٩) وغيرهما.
(٢) الذَّيل والتكملة (٦/ ٤٦٠).
(٣) عرف كتاب ابن السِّيد بـ "الطُّرر" أو "شرح الكامل" ونقل عنه الحافظ مُغلطاي في
سيرة النَّبي ﷺ المعروف بـ "الرَّوْضُ البَاسِم ... " في عدَّة مواضع. يُراجع الكتاب المَذْكُور بخطِّ مُصَنِّفِهِ ورقة (١١٢، ٢٥٣)، وسمَّاهُ الحَافِظُ بـ "غُرَر المَسَائِلِ في شَرْح الكَامِلِ" وفي الوَرَقَاتِ (١٧٦، ١٧٧، ١٨١)، وسمَّاهُ أخْرَى بـ "شرح الكامل" وَكَذَا نَقَلَ عَنْهُ الحَافِظُ مُغلطاي المذكورُ في كتابه "الإيْصَال ... في مُشْتبَهِ النَّسَبِ" بخَطهِ أَيْضًا وَرَقَة (٤٨، ٩٦)، وَنَصُّهُ: "وَهَذَا الخَبَرُ مذكورٌ في كُتُب العُلمَاءِ من المُحَدِّثين والمُؤَرِّخِيْن منهم: الزُبَيْر بن بَكارٍ، وَأَبُو العَبَّاسِ مُحَمَّدُ بنُ يَزِيْدَ الثُّمَاليُّ، وابنُ السِّيْدِ في كِتَابِهِ "غُرَرِ المَسَائِلِ ... " وَأبُو الوَليْدِ الوَقَّشيُّ وغيرُهُم".
مقدمة / 49