تعبيريتوب په شعر، کيسه او تياتر کې
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
ژانرونه
الابن (في حماس ملتهب) :
أريد أقصى شيء! حطم الأغلال بين الأب والابن. كن صديقي، أعطني ثقتك كلها لتعرفني أخيرا على حقيقتي. دعني أكن شيئا مختلفا عنك. دعني أتمتع بما لم تتمتع به. ألست أكثر منك شبابا وشجاعة؟ دعني إذن أعش حياتي! أريد أن تمنحني بركتك.
الأب (ضاحكا باستهزاء) :
من أي كتاب جئت بهذا الكلام؟ من أي صحيفة؟
ويطالب الابن بمال أبيه الذي يجد من حقه أن يرثه ليحيا حياته بعد أن عاش الأب واستمتع بحياته، فيسأل الأب: هكذا! وماذا تريد أن تصنع بمالي؟
الابن :
أريد أن أتعرف على غرائب الأرض، من يدري متى يحين موتي. أريد - على مدى قصف الرعد وخطف البرق - أن أمسك بذروة حياتي بين أصابعي، لن أحظى بهذه السعادة بعد. أريد في أروع وأسمى أنواع الصاعقة أن أطل على ما وراء الحدود، وبعد أن أستنفد الواقع بأكمله، تتجلى لي كل معجزات الروح. هكذا أريد أن أكون. هكذا أريد أن أتنفس. سيرافقني نجم طيب. ولن أسقط ضحية لأوساط الأمور.
الأب :
تجاوزت كل حد. إنك تريني حقارتك كلها. احمد خالقك أنني أبوك. ما هذا التبجح الذي تتكلم به عني وعن مالي؟! وبأي صفاقة تذكر موتي على فمك؟! لقد خدعت فيك. أنت شرير. ليس فيك شيء من طبعي، ومع ذلك فما زلت صديقك لا عدوك؛ ولهذا أعاقبك العقاب الذي تستحقه على هذه الكلمة.
وهنا يتقدم الأب من الابن ويلطمه على وجهه لطمة قاسية. ويهدأ الابن لحظات قبل أن يقول: ها أنت ذا لم تدخر أبشع ما عندك في هذا المكان الذي لا تزال سماء طفولتي تظلله. لقد صفعتني أمام هذه المائدة وهذه الكتب، ومع ذلك فأنا أكبر منك! إني أشمخ بوجهي فوق بيتك في كبرياء ولا أحمر خجلا من ضعفك. لقد كرهت في الإنسان الذي لم تستطع أن تكونه. إني أنتصر عليك. اصفعني مرة أخرى. فالرجولة تتملكني، لا دمعة ولا غضب. كم تغيرت الآن وأصبحت أعظم منك. أين ذهب الحب؟! أين انتهت أواصر الدم؟! حتى العداوة لم يعد لها وجود. إني أرى أمامي رجلا جرح جسدي. ومع هذا فقد خرجت من جسده بلورة حددت حياتي ذات يوم. هذا اللغز الذي لا يفهم! تدخل القدر بيننا. حسنا. إن حياتي أطول من حياتك! ويترنح الابن من هول اللطمة، وتتحرك عاطفة الأبوة في قلب الطاغية فيسرع إليه ليسعفه. ولكن الصدام لا يلبث أن يتجدد. ولا يلبث الأب أن يذكره بأنه إنما يقوم بواجبه ولن يتخلى عن القيام بهذا الواجب الذي تفرضه الطبيعة والتربية نحو الولد العاق، ويذكره الأب كذلك بأنه طالما انحنى على مهده وطالما أحبه، وما يزال يسهر الليالي بسببه، فكيف يمكنه أن يحبه أو يثق به وهو يأتي إليه عاصيا متمردا. ويرد الابن بأنه قد أصبح غريبا عنه، وليس هناك شيء يجمعه به. لقد أراد له الخير، ولكن هذا الخير لم يصل إليه. رباه في حدود مفاهيمه العقلية، ولكن الزمن غير هذه المفاهيم؛ لذلك فهو يلح عليه أن يطلق حريته. ويقول الأب: إن عفن هذا الزمن قد أفسده وسمم عقله ودمه. ويقترب منه ويضع يده على كتفه ويدعوه لنسيان ما حدث، ولكن الابن يجفل منه ويقول: لا يا أبي. إنني أحب زمني ولا أخجل منه. لا أريد عطفا منك. كل ما أريده هو العدل. أريد أن أنطلق إلى بحار المغامرة وأتجرر بالنور من صحراء بيتك، وأواجه أرضا سعيدة أكون نبيها. وتفزع الأب هذه اللهجة فيسأله: كيف يجرؤ أن يحطم هذا القيد المقدس النبيل؛ قيد الأمومة والأبوة؟! وهل يدرك حقا ماذا يترك وراءه وإلى أين يذهب؟! ومن الذي يطعمه في الصباح ومن يقف بجانبه في الشدة؟! وهل مات حتى يخاطبه بهذا الكلام؟! فما يكون من الابن إلا أن يؤكد ما قاله: أجل يا أبي. لقد مت بالنسبة لي. اختفى اسمك. لم أعد أعرفك. لم تعد حيا إلا في ألواح الوصايا. أردت أن أبحث عنك في الريح والسحاب. ركعت أمامك على ركبتي فصفعتني على وجهي وسقطت في الهاوية ... أصبحت عدوي الوحيد المخيف ... علي الآن أن أتسلح للدخول في هذا الصراع ... ولا بد أن ينتصر أحدنا على الآخر! ويطلب منه الأب أن يسمعه للمرة الأخيرة ويسأله: ألم يبق على شفتيك المزبدتين بالغضب نفثة شكر ولا خشوع؟ ألا تعرف من أنا؟
ناپیژندل شوی مخ