تعبيريتوب په شعر، کيسه او تياتر کې
التعبيرية في الشعر والقصة والمسرح
ژانرونه
لكن فوق الأنقاض المحترقة يقف وقفة العملاق،
ذلك الذي يهز شعلته في السموات الموحشة ثلاث مرات. •••
فوق ظلال السحب التي تمزقها العاصفة،
في مجاهل الظلمة الميتة الباردة،
حتى جفف الليل المترامي الأطراف بالحريق،
وصب القطران والنار على عمورة.
2
القصيدة تتألف كما ترى من عشر مقطوعات، صيغت أبياتها الأصلية من ست تفعيلات تتميز بالبطء والثقل والجلال، ويقترب الإيقاع في معظمها من إيقاع الموسيقى الجنائزية. ومن الصعب أن نخوض هنا في تحليل شكلها الفني أو خصائصها الجمالية؛ لأن المجال لا يحتمل مثل هذا التحليل؛ ولذلك سنقنع بلمحات سريعة نخرج بها من التذوق البسيط، وأول ما نلمحه منها هو هذه اللغة الخشنة العنيفة المباشرة التي تتفق كلماتها وإيقاعها وصورها الخشنة العنيفة أيضا مع الموضوع الوحيد الذي تكثفه وتضخمه وتبالغ في تأكيد قسوته وبشاعته، وهو موضوع الحرب التي شغلت التعبيريين ونالت أكبر نصيب من ثورتهم وصراخهم واحتجاجهم.
وقد تلمح منها أيضا أنها بعيدة كل البعد عن القصيدة الغنائية التقليدية التي نعرفها من الأغنيات الشعبية أو شعر الرومانتيكيين أو قصائد جوته التي تفيض بصدق العاطفة وعمق الإحساس ورقته؛ فهي تتخلى عن العذوبة الغنائية واللغة التي تفرضها التجربة الذاتية، وتزهد في الشكل المتزن والجمال المنسجم الذي يؤلف بين العالم والذات في وحدة التجربة الباطنة. بل إنها لتمثل في الحقيقة مرحلة جديدة في الشعر تختلف كل الاختلاف عن شعر التجربة والعاطفة، وتنبع من عقلية تحررت من العالم الشعوري والإنساني الذي انبثق منه ذلك الشعر، حتى ليمكن القول بأنها تعانده وتقاومه وتثور عليه. إنها لا تبحث عن الجمال والانسجام في الشكل أو اللغة ، بل تقصد مباشرة إلى التعبير القوي العنيف بالكلمات والصور القوية العنيفة.
وهي كلمات وصور متقطعة منعزلة عن بعضها البعض يكومها الشاعر طبقة فوق طبقة، ويشيد منها هرما فظيعا تنطق كل أحجاره بالدمار والموت، أو نشيدا يتغنى بانتصار العدم ويتصاعد نغمه الكئيب شيئا فشيئا من فم شيطان مخيف شرير.
ناپیژندل شوی مخ