خواړه په پخواني نړۍ کې
الطعام في العالم القديم
ژانرونه
شكل 2-5: الملك آشور بانيبال - ملك آشور - يتناول الطعام مع زوجته الملكة وهو يتكئ على غرار الإغريق والإتروريين والرومان وغيرهم من شعوب بلدان البحر المتوسط، وتجلس زوجته معه ولكنها غير متكئة. وهو يظهر مرسوما على مستوى أعلى من رجال حاشيته؛ مما يدل على غلبة مبدأ التسلسل الهرمي على نسق جلسة الشراب الإغريقية (ولكن ليست الرومانية) القائمة نظريا على المساواة. ويظهر رأس أحد الأعداء معلقا على شجرة. (حقوق الطبع والنشر لأمناء المتحف البريطاني.)
يبدو أن الأرائك كانت جزءا من التأثير الشرقي على الطبقات الراقية في العصور القديمة؛ إذ كانت تتنافس في التباهي بتناول الطعام بهذا الأسلوب الجديد، وبمرور الزمن تغلغل هذا الأسلوب في كل الطبقات؛ ومن ثم أصبح عادة معروفة في المدن الإغريقية بحلول أواخر القرن الخامس. وأحاول أن أبرهن في ويلكنز (2000) على أن عادة الاتكاء كانت مألوفة في جلسات الشراب، ويبدو لي أن الأثاث وأساليب تناول الطعام كانت بموجب الرقي الأرستقراطي، ولكن الاتكاء واحتساء الخمر الممزوج بالماء كانت عادات منتشرة في كل الطبقات؛ والمقصود هو كل طبقات الرجال ذوي المكانة الرفيعة، فلا يعتقد أن النساء ذوات المكانة الرفيعة كن يتكئن، على الأقل في حضور الرجال، إلا إذا كانت المناسبة تتطلب ذلك - مثل حفل زفاف - وبشرط توافر إمكانية فصل النساء عن الرجال في أماكن الاتكاء. وتوضح الرسوم المأخوذة من لوحات النحت البارز الجنائزية - وفيها يبدو الرجال وهم متكئون عند تناول الطعام في مناسبة وفاة - الأرملة التي ترتدي ملابس الحداد جالسة بجوار الأريكة. وكانت المحظيات أحيانا يتكئن؛ أما النساء ذوات المكانة الرفيعة فلم يكن يتكئن. وكان الفقراء يميلون للاتكاء على حشية من القش أو ما يعادل ذلك، وكانت تسمى «ستيباس»، ويوجد ما يدل على وجودها في كل العصور؛ ففي القرن الرابع قبل الميلاد، يذكرها أفلاطون في كتابه المثالي «الجمهورية» (راجع الفصل السابع)، ويذكر ميناندر واحدة منها في نزهة خلوية ريفية بغرض تقديم القرابين في مسرحية «ديسكولوس» (يرد استشهاد بها في الفصل الثالث). وهي موجودة في وصف ديو كريسوستوم لحفل زفاف ريفي في القرن الثاني الميلادي (الخطبة اليوبية 7)، وفي رسوم من الفسيفساء تصور تناول الطعام من شمال أفريقيا.
شكل 2-6: الوليمة بالملابس التنكرية، من مدينة الجم التونسية (ثيسدروس القديمة) عام 200-220 تقريبا. (لوحة بالفسيفساء) المتحف الوطني في باردو في تونس لاوروس/جيرودون. تصور لوحة الفسيفساء مجموعة من الأشخاص يتناولون الطعام في مدرج روماني، ويتحدثون بكلمات دارجة مثل العبيد المحررين الذين يجيء ذكرهم في رواية «ساتريكون» من تأليف بترونيوس. ويتناقض هؤلاء الندماء المنتمون للطبقة الدنيا مع الكثير من صور الفسيفساء التي عثر عليها في الفيلات الفاخرة (مصدر الصورة:
http://www.bridgemanimages.com/en-GB ).
وأحيانا نجد تفاصيل تتناول عدد الأرائك الموجودة في الغرفة الواحدة. ويقول أركستراتوس إنه يكفي وجود ثلاثة إلى خمسة من الحاضرين لتناول الطعام، ولكن في أماكن أخرى نجد أعدادا أكبر بكثير. ويأتي أثينايوس على ذكر هذا الموضوع في كتابه «مأدبة الحكماء»، ويستشهد - مثلا - بغرفة تتسع لسبع أرائك من مسرحية كوميدية من تأليف الشاعر الأتيكي فرينيكوس من القرن الخامس، ويذكر زينوفون غرفة مشابهة في كتابه «حوار المأدبة» الذي تدور أحداثه في منزل كالياس الأرستقراطي. ثمة شك في النص الذي يصف وليمة زفاف كارانيوس المقدوني المذكورة آنفا، يتعلق بما إذا كان عدد من حضرها 20 أم 120 مدعوا متكئا على أرائك. وقد رأينا أيضا أعدادا تصل إلى 30 أريكة في الغرفة الواحدة لدى ديونيسوس الثاني، وعددا يتراوح بين 1000 و1500 أريكة ثلاثية الأضلاع في أنطاكية الهلنستية.
ونلاحظ حدوث تطورات مشابهة في إيطاليا؛ إذ بدأ الإتروريون وغيرهم من الشعوب الإيطالية القديمة - بما في ذلك اللاتينيون والرومان - الأخذ بعادة الاتكاء (راجع راثجي1990). حين نتأمل الأوصاف التي تتناول التأثيرات الإغريقية والشرقية على الرومان عندما بدءوا يتشربون عادات البلدان الواقعة شرق البحر المتوسط في القرن الثالث قبل الميلاد والقرون التي أعقبته؛ نجد أن الأثاث وكذلك الأطعمة الجديدة من العناصر التي تركت تأثيرا ملحوظا، والأمر نفسه ينطبق على الأعمال الفنية والغنائم الأخرى التي كان يستولي عليها المنتصر في الحرب. وكان مثل هذه الواردات مثار منافسة ناجحة فيما بين أفراد الطبقة الراقية الرومانية، تماما كما كانت الحال لدى نظرائهم الإغريق في العصر القديم.
أما فيما يتعلق بأدوات المائدة، فقد أحدثت المزهريات المصنوعة من الخزف تأثيرا هائلا، فضلا عن الصحون والأطباق المرافقة لها، وهي تثبت أن الطعام والنبيذ كانا يقدمان في أدوات مائدة مزخرفة. وتركت الأدوات المعدنية تأثيرا أكبر، وهذا ما نراه في أدوات المائدة الكورنثية الأنيقة وأدوات المائدة الذهبية والفضية التي استخدمها كارانيوس في المأدبة المقدونية التي ورد وصفها آنفا، وفي الكثير من الأمثلة الإغريقية والرومانية، وأهمها مأدبة تريمالكيو؛ فنراه أيضا يفتخر بما يملكه من أثاث وتحف مصنوعة من البرونز الكورنثي الأنيق.
وكان التصميم المعماري ذو الحجم الكبير لغرفة الطعام يتماشى مع هذا الأثاث؛ إذ كان يتسم في البداية بشكله المميز الذي يتسع للأرائك، وذلك في اليونان أو روما، ثم صار بعد ذلك يتسم بوحدات تزيين الجدران مثل اللوحات الجصية والأشكال الخاصة المستخدمة في لعبة «كوتابوس» (لعبة نقر زجاجات الخمر) ورسوم الفسيفساء التي تكسو الأرضيات، والتي أصبحت في العصرين الهلنستي والروماني منتشرة في غرف الطعام عند الأثرياء، وأتاحت للمختصين بالزخرفة فرصة تصوير الأحداث وعكسها على المائدة وحولها. وأكد هيبولوكوس على ثراء مأدبة كارانيوس. وقدم هذا أيضا في عصور لاحقة في موضوعات تظهر في رسوم الفسيفساء، تصور ثراء نهر النيل أو ثراء البحر. ونجد أن العلاقة بين البحر والثراء تسجلها على نحو بارز للغاية رسوم الفسيفساء الموجودة في الفيلات الرومانية في شمال أفريقيا (في تونس في العصر الحديث)؛ إذ كانت تظهر على أرضيتها صور فخمة لمأكولات بحرية، على الرغم من أنها تبعد أميالا عن البحر. (5-2) تناول الطعام في مناسبات خاصة
غالبا ما كان الناس يتناولون الطعام في العصر القديم في مناسبات خاصة. كانت الأعياد التي تنظمها المدينة أو الأفراد الأغنياء مناسبات مميزة، تأتي على النقيض من تلك المناسبات الخاصة، وكانت المآدب الخاصة تتخذ صورا شتى، بحسب المناسبة ووقتها. وكان يتفاوت عدد الوجبات في اليوم، ولكن توجد أدلة كثيرة على تناول وجبات خفيفة في أوقات الإفطار و/أو الغداء، فضلا عن وجبة أكبر في وقت متأخر من اليوم. وكانت هذه هي الوجبة التي كان يدعى الغرباء إليها، والتي كانت مناسبة لتقديم أطباق أشهى من الوجبتين السابقتين، كما كانت هي الوجبة التي تسجل على الأرجح في المصادر الأدبية. وكما رأينا، يسجل سيوتونيوس أن الإمبراطور أغسطس كان يحتفي بضيوفه رسميا في مثل تلك المناسبات، على عكس الترتيبات التي يتخذها عند تناول الطعام بمفرده؛ إذ كان غالبا ما يأكل وهو يسير وقد تخفف إلى حد كبير من الرسميات. وبالمثل، يسجل بلوتارخ أن كاتو الأكبر كان كثيرا ما يأكل مع عبيده حين يكون موجودا في المنزل، وكان يحتسي النبيذ نفسه الذي كانوا يحتسونه. ويتحدث كتاب السير عن تفضيل هؤلاء القادة ذوي السلطان للبساطة؛ وذلك لأنهم كانوا يرونه أمرا فريدا من ناحية، ويفصح عن خلق قويم من ناحية أخرى. ولكن هؤلاء القادة وغيرهم كانوا يتناولون الطعام بكل دلائل الهيبة والسلطان حين يرون ضرورة تستوجب ذلك، وكانت تلك المناسبات على الأرجح صورا مميزة من الوجبة الرئيسة لليوم.
ومن ثم، من المفترض أن نتوقع وجود طعام عادي نسبيا في الوجبات الخاصة (الإفطار و/أو الغداء)، ووجود أطعمة وأدوات مائدة أفخم - وحضور ضيوف إذا تيسر ذلك - في الوجبة الفاخرة أو ما يطلق عليه باللاتينية «سينا». ويستغني المؤلف الذي يتبع مدرسة أبقراط الذي ألف «الحمية 3» (68) عن الوجبات البسيطة تماما، ويوصي بوجبة واحدة فقط يوميا. ويجيز ديوكليس من كاريستوس - وهو كاتب من القرن الرابع قبل الميلاد - الغداء والعشاء (الشذرة 182، 5-7 فان دير إيجيك 2000)، ويوصي بتخصيص اللحم والأسماك للعشاء. تضفي الوجبات رونقا على اليوم كما تضفي الأعياد رونقا على العام، ومن غير المرجح أن تنطبق الوصفات الطبية التي يصدرها الأطباء على السواد الأعظم من السكان. يصف جالينوس - على سبيل المثال - وجبة فاخرة تقاسمها مع عمال الحقول كانت تتألف من قمح مسلوق لأن الخبز كان قد نفد (راجع ما سبق طرحه في هذا الفصل). ونجد أن الوجبة تحضر فورا، ولكن مكوناتها الأخرى (إن وجدت) غير مذكورة. وهذه وجبة من أبسط أنواع الوجبات على الإطلاق، وقد تناولها جالينوس لأنه كان مسافرا وجائعا. ويمكن الاطلاع على صورة أفخم للحياة القروية في آسيا الصغرى في كتاب من تأليف ميتشيل (1993).
ناپیژندل شوی مخ