وأجابت بسرعة: «طبعا.»
وسألها: «فهمتي إيه؟»
وقامت واقفة كأنها تهم بالخروج وقالت: «لا ده موضوع طويل وأنا اتأخرت، بعدين نتكلم فيه.»
ولم يستطع أن يصبر عليها بعد ذلك، إنها تستخف به أكثر من اللازم، كأنه حشرة أو حيوان صغير تجري عليه تجربة ما، وأحس بالغيظ؛ لأول مرة في حياته تستخف به امرأة، ولأول مرة يفقد ثقته بنفسه، وحينما رآها تقف لتخرج كان لا بد أن يقف هو الآخر، لكنه كان يعرف أنه لن يدعها تخرج بهذه السهولة بعد أن أصابت كبرياءه فقال لها: وأنا كمان كنت عاوز أفهمك.
وابتسمت في سخرية: «وعشان كده جبتني هنا!»
ونظر في عينيها بمثل نظرتها الجريئة الساخرة: «فعلا.»
وسألته: «ويا ترى فهمتني؟»
ورد بسرعة: «طبعا.»
وهزت كتفيها في عدم اكتراث، وقالت وهي تنظر إلى الباب ليفتحه لها: «الحمد لله.»
ووضع يده على مقبض الباب ليفتحه، لكن إحساسا في أعماقه جعله يستدير إليها، إحساسا بأن زيارتها لم تنته بعد، وأن شيئا ضخما لا يزال ناقصا بينه وبينها، ورآها وهي تربط «إيشاربها» الخفيف حول عنقها، ولم يعرف كيف اقترب منها، وكيف التفت ذراعاه العريضتان حول خصرها، وكيف انتزع شفتيها من تحت يديها وأهوى عليها بشفتيه، لم يعرف كيف فعل ذلك، لكن حدث هذا في لحظة خاطفة، كان يحس أنه لا بد أن ينتصر عليها بأي شكل ولو بالقوة.
ناپیژندل شوی مخ