فما علمت أن باكستان ترغب في أن تستعين بالمصريين في دراسة اللغة العربية، حتى بادرت إلى تلبية هذه الرغبة ولم يصدني عن ذلك بعد المكان أو جدة التجربة لعلي أكون من السابقين الأولين في بناء صرح اللغة العربية بباكستان.
ورغم ما يجده الإنسان من مشاق البعد والبيئة، فإني مساهم في بناء الصرح ما وجدت إلى ذلك سبيلا، ومتحملا في ذلك كل ما يعرض من متاعب ما وجدت نجاحا في تحقيق رسالتي.
وأما الأمر الثاني فهو أن دارس الثقافة الإسلامية يحس بحاجة ملحة إلى أن يرى جميع البلدان التي كانت مسرحا لهذه الثقافة، وأن يرى بنفسه البيئة التي ظهرت على أرضها هذه الثقافة.
ولما كان السفر إلى باكستان هو خطوة في سبيل تحقيق هذه الأمنية، فإنني لم أتردد في الإقدام عليه.
وهكذا يعيش الدكتور الحسيني بعيدا عن العمران ببضعة أميال في المدينة الجامعية التي تبعد عن بشاور بعد أن ترك زوجته في القاهرة.
وإنه ليحس هناك بالوحدة ويشعر بالحنين إلى الوطن ... ولكنه يذكر دائما أنه يعمل في مصر وأنه يجاهد في نشر العلوم والمعارف باسم مصر.
ولا أحب أن أغفل ذكر الأستاذ عبد المنعم العدوي الصحفي المصري الذي يصدر في كراتشي مجلة تحمل اسم «العرب» وهو يصدرها باللغة العربية، وقد استقر هناك مع بعض أفراد أسرته، وهو أيضا يعمل جاهدا في سبيل نشر الثقافة العربية عن طريق مجلة «العرب».
إلى الأمام!
هذه هي الباكستان في صفحات ...
هذه هي الدولة التي لم تشرق شمسها إلا منذ سنوات قليلة، وعلى الرغم من ذلك فقد غمر نورها جميع أرجاء المعمورة حتى استطاعت هذه الدولة الناشئة الفتية أن تثبت وجودها في العالم، وأن ترغم عيونه على أن تتحول إليها في اهتمام، وأن تجبر آذانه على أن تستمع إليها في إنصات ...!
ناپیژندل شوی مخ