الحدث وهو المَصدر؛ لأنّه من بين الأسماء عبارةُ عن الحَدَثِ، وهو من بابِ إضافةِ النوعِ إلى الجِنسِ.
والثاني: أنَّه أراد بالأسماء المُسمّيات، كما قالَ تعالى: ﴿ما تَعبدون من دُونه إلاّ أسماءً سمّيتموها أنتم وآباؤُكم﴾ والأسماء ليست معبودةً، وإنّما المعبودُ مُسمَّياتها. وقوله «بُنيت لما مضى» الفَصل إشارةُ إلى دلالتها على أقسام الزَّمان، الماضي والحاضِر والمستقبل.
فإن قيل: يَرِدُ على الحُدودِ كلِّها «لَيس» و«كانَ» النَّاقصة وأَخواتها فإنّها أفعالُ، ولا تَدلّ على الحدثِ، وينعكسُ بأسماء الفعل نحو «صه» و«مه» ونزال فإنّها وقد دلّت على الزمان.
فالجواب: أمّا «ليس» فقد ذهب قومُ إلى أنَّها حرف، وذلك ظاهرُ فيها؛ لأنّها تنفي ما في الحال، مثل «ما» النافية، ولا تدلُّ على حدثٍ ولا زمانٍ، ولا تدخل عليها «قد» ولا يكون منها مُستقبل.
وقال الأكثرون: هي فعلُ لفظيُّ، بدليل اتّصال علامات الأفعال بها كتاء التأنيث نحو ليست، وضمائر المرفوع نحو ليسا وليسوا ولسنَ ولستُ ولستَ، وإنّما اقتُصر بها على بناءٍ واحدٍ؛ لأنّها تنفي ما في الحال لا غير
1 / 141