تبرید په عربي علمي میراث کې
التبريد في التراث العلمي العربي
ژانرونه
94
إليها ستة أيام بلياليها لم أشاهد شمسا من السحب ولا أرضا ولا جبلا ولا واديا ولا شجرة ولا مدرة إلا بالثلج، وكنا نعبر على الأنهار وهي جامدة، ونستقي إذا أردنا الماء ونطبخه في القدور فنرى أعلاه جامدا وأسفله الذي يلي النار ذائبا؛ وأخبرت أن أقفال الحديد تنضم أرياشها لشدة البرد حتى تفتح باليد. قال: وأما أنا فوضعت يدي على شباك حديد في مدرسة فوجدت كلذع النار، فرفعت يدي وقد بقي شيء من جلدة كفي وأناملي على قضبان الحديد.»
95 (17) ابن كمونة (القرن 7ه/13م)
يعيد سعيد بن منصور بن كمونة (توفي 683ه/1284م) ما سبق أن طرحه ابن سينا والطوسي وابن ملكا، ولم يقدم لنا أي شيء جديد يتعلق بتعريف البرودة؛ فقد قال: «والبرودة ليست عدم الحرارة؛ لأنها محسوسة، ولا شيء من العدم كذلك، بل التقابل بينهما تقابل التضاد، وتأثيرها على خلاف تأثير مقابلها.»
96 (18) أيدمر الجلدكي (القرن 8ه/14م)
في البداية نجد أن عز الدين أيدمر الجلدكي (توفي بعد 760ه/بعد 1360م) يكرر ما قد طرحه السابقون من أفكار حول مفهوم البرودة فيقول: «وأما البرودة فليست هي عدم الحرارة؛ لأنها محسوسة بالذات، ولا شيء من العدم كذلك، بل التقابل بينهما تقابل التضاد، وعلى حكم الميزان الحق، وتأثيرها على خلاف تأثير مقابلها.»
97 «وأما البرودة فهي أصل في السكون وفي الوجود الأول قبل خلق المخلوقات، فكان أثرها - بإذن الله تعالى - أثر موجود بالذات.»
98
لكنه بعد ذلك يثير مسألة مهمة، ألا وهي: أيهما يوجد قبل الآخر؛ الحرارة أم البرودة؟
فيستعرض آراء من قال إن الحرارة توجد قبل البرودة ومن قال العكس، لكنه يرجح أن البرودة توجد قبل الحرارة لاعتقاده أن الأصل في وجود الأشياء هو السكون، والسكون يناسبه البرودة أكثر من الحرارة. ويحتمل أن الحرارة والبرودة توجدان معا في الوقت نفسه بقدرة الخالق تبارك وتعالى. «وقد اختلفت العلماء في تحقيق وجود الفاعلين اللذين هما الحرارة والبرودة أيهما سبق وجوده على وجود الآخر؛ فقال بعضهم: إن الحرارة أولى بالتقدم في الأولية. وقال آخرون: بل البرودة أولى بالتقدم؛ لأن البرودة لازمة للأولية بالذات فلها الأولية؛ لأن الحرارة عارضة على البرودة بالحركة ، ولأن الحركة حادثة على السكون. قلت: فإن رجعنا إلى أصل الكون وحدوثه فيمكن تقدم الفاعل الكائن من مبدأ الحركة الأولى، وإن رجعنا إلى أصل السكون فيغلب الظن وجود البرد اللازم له حيث خلا من وجود الحركة فيكون سابقا على الفاعل للحرارة، ويمكن أن الله تعالى أوجدهما دفعة واحدة فقال لهما - تعالى - كونا فكانا، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون؛ فهما متقابلان متضادان بعظمته وقوته واختياره ومشيئته.»
ناپیژندل شوی مخ