تبرید په عربي علمي میراث کې
التبريد في التراث العلمي العربي
ژانرونه
قال ابن رشد: «إن الشمس إذا انحدرت إلى الجنوب قل تسخينها في الشمال، فغلبت طبيعة الأسطقس المائي لغلبة البرودة، فاستحال الهواء ماء وكانت الأمطار، وإذا صعدت من الجنوب اشتد تسخينها في الشمال فتتأيد طبيعة النار والهواء، ويكون فعلها هذا دورا ويتعادل؛ أعني إذا كان البرد في جهة الشمال استحرت جهة الجنوب وبالعكس؛ أي إذا برد الجنوب استحر الشمال؛ ولذلك يكون شتاؤنا وصيفنا في جهة الجنوب؛ أعني في الأقاليم التي بعدها من الشمس من تلك الجهة بعد أقاليمنا، والصيف بعكس ذلك ها هنا، ويكون عنها في هاتين الحركتين جنسان من البخار؛ أحدهما دخاني وهو حار يابس، والآخر حار رطب أو بارد رطب.»
87 (14) فخر الدين الرازي (القرن 7ه/13م)
رد الإمام فخر الدين الرازي (توفي 606ه/1209م) على ابن ملكا بجعله البرودة أحد معاني عدم وجود حرارة بالمطلق، وقد أكد على فكرة أن البرودة درجة من درجات الحرارة التي يمكن الإحساس بها.
قال الإمام: «منهم من جعل البرودة عدم الحرارة. وهو خطأ؛ لأنا نحس من البارد بكيفية مخصوصة، فذلك المحسوس ليس عدم الحرارة؛ لأن العدم لا يحس به، ولا الجسم، وإلا لكان الإحساس بالجسم حال حرارته إحساسا بالبرودة.»
88
وقال في موضع آخر: «[من القدماء] من جعل البرودة عدما للحرارة، وهو باطل؛ لأن الجمود والتكثيف والسيلان والترقيق أفعال ثبوتية متقابلة، ولا يمكن استناد الواحد منها إلى الجسمية المشتركة، ولا إلى أمر عدمي لامتناع استناد الأثر الوجودي إلى المؤثر العدمي، فلا بد من كيفيتين ثبوتيتين لتكونا مصدرين للأفعال المتقابلة، [ولو قيل] المؤثر في التكثيف هو الجسمية المشتركة بشرط عدم الحرارة [فليس هذا] بأولى من أن يقال المؤثر في التسييل الجسمية بشرط عدم البرودة.»
89
وقد علق الطوسي على قول الرازي السابق: «أقول في قوله «العدم لا يحس به» نظر؛ لأن الأمر العدمي إذا كان مقتضيا لأمر غير ملائم، يحس به من جهة مقتضاه، كتفريق الاتصال، والجوع، والعطش؛ فإن كانت البرودة عدم الحرارة وكانت الحاسة محتاجة إلى حرارة تعدل مزاجها، فعدم تلك الحرارة يقتضي أمرا غير ملائم فيها فيحس به. ولم يقل أحد إن عدم الحرارة هو الجسم، حتى يكون الإحساس بالجسم إحساسا بالبرودة، والحق أن البرودة كيفية ضد الحرارة، فإن مقتضياتها، كالتكاثف والثقل وأمثالهما، ضد مقتضيات الحرارة، كالتخلخل والخفة وأمثالهما.»
90
أما عن الفرق بين الجسم الحار ونظيره البارد، فالجسم الحار هو ما نشعر به من حرارة من النار أو على ما نجده من خصائص في بعض الأغذية والأدوية.
ناپیژندل شوی مخ