طبیعیات په علم کلام کې: له تېر تر راتلونکي
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
ژانرونه
ومثله معظم مصنفات علم الكلام القديم. ولا غرو، فالتوحيد والعالم، أو الإلهيات والطبيعيات، هما معا «الوجود»، ويظل الجواهر والأعراض - كما أوضحنا - هما صلب نظرية الوجود والقطاع الأكبر منها. •••
لقد كان علم الكلام يحمل إمكانيات خصبة وواعدة، أكثر من الحكمة التي انشغلت بتكييف وتعديل وتطويع للفلسفة اليونانية. فقد بدأ الكلام بنظرية في العلم «تطورت من الحديث عن مضادات العلم من ظن وشك وتقليد، ومصادر العلم من محسوسات وأوليات ومتواترات، إلى أن أصبحت نظرية متكاملة في العلم ابتداء من القرن السادس حتى التاسع.»
51
وفي المؤلفات المبكرة تظهر نظرية العلم على أنها هي المقدمات النظرية دونا عن نظرية الوجود المقابلة، أو بالأحرى التالية لها، «ثم اتحدت نظرية العلم ونظرية الوجود معا فيما بعد، فيما يعرف بأحكام العقل الثلاثة: الواجب والممكن والمستحيل.»
52
نظرية العلم ونظرية الوجود، أو الإبستمولوجيا والأنطولوجيا، كلتاهما سائرة نحو المتجه الإلهي إثباتا للعقيدة، وصلبها وجود الله الواحد الأحد الموجد من العدم، وفي إثبات هذا كما أوضحنا لعب دليل الحدوث دورا رئاسيا.
وقد كان دليل الحدوث منشأ البحث في الطبيعيات، وظل دائما هيكلها، وأي دليل من حيث هو دليل يلامس الإبستمولوجيا؛ فكان دليل الحدوث يلامس الكفتين: الوجود والمعرفة، ويمثل حلقة الوصل بينهما. وبكل ثقله كمبتدأ بل وكموضوع لمبحث الوجود: ساهم في نزع الطبيعيات تماما من نظرية العلم وإلقائها في قلب نظرية الوجود.
ترك المتكلمون الإبستمولوجيا للمشتغلين بالمنطق من أهل الحكمة، وراحت نظرية العلم في الاختفاء من الكلام، ليكون البدء بنظرية الوجود بحثا في دليل الحدود، وكأن موضوع المعرفة سابق على الذات العارفة وأهم منها. لقد تراجع العلم وفازت أخيرا نظرية الوجود.
لقد حمل التراث الإسلامي - خصوصا أصله الأصيل علم أصول الفقه الذي اشتغل به كل المعتزلة تقريبا - كنزا مذخورا لنظرية المعرفة من مناهج بحث وأساليب استدلال وأشكال قياس، فضلا عن الطرق التجريبية. لكن ظلت الطبيعيات بتقوقعها في نظرية الوجود بمنأى عن كل هذا، وانصبت في المتجه الإلهي الذي حال بينها وبين أن تكون مجالا للفعالية الإنسانية، وبالتالي التغير والصيرورة والنماء والتطور، فانتهى بنا المآل إلى ما نحن عليه من استيراد كامل للطبيعيات وتقاناتها.
كان إقصاء الطبيعة عن نظرية العلم، والذي ساهم فيه المعتزلة والأشاعرة على السواء، هو السبب والعلة والأصل؛ أما المعلول والنتيجة والأثر فهو أن أصبحت الطبيعيات إلهية، تدور في الدائرة المغلقة من الثيولوجيا إلى الأنطولوجيا وبالعكس؛ لأن الوجود إثبات لله، والمعرفة إثبات للإنسان.
ناپیژندل شوی مخ