طبیعیات په علم کلام کې: له تېر تر راتلونکي
الطبيعيات في علم الكلام: من الماضي إلى المستقبل
ژانرونه
أي إما جوهر أو عرض، فلن نجد في العالم إلا قائما بنفسه حاملا، أو قائما بغيره محمولا،
25
شاغلا لمكان أو غير شاغل له. الأول هو الجوهر، والثاني متغير معدوم هو العرض. وهذا لا يعدو أن يكون انعكاسا للإيمان بوجود الثابت وراء المتغير أو الله وراء العالم، فيقول ابن حزم الأندلسي: «فعلمنا يقينا أن الذي عدم غير الذي وجد، وعلمنا يقينا أنه غير الجسم الحامل له، أنه لو كان إياه لعدم الجسم بعدم كون الأول، فدل بقاؤه على أنه غيره بلا محالة؛ إذ لا يكون الشيء معدوما وموجودا في وقت واحد.»
26
إن الأعراض هي الكيفيات. فكانت مقولة الكيف لب مبحث الأعراض تشمل نصفه تقريبا، تأتي بعد الكيف مقولات الكم والنسبة، ثم الإضافة، وتنقسم الكيفيات استقراء لها إلى أربع: المحسوسة والنفسانية والمختصة بالكميات والاستعدادات؛ أي إن الكيفيات تشمل الظواهر النفسية والجسمية معا.
27
والمهم في الأمر أن الأعراض هي ما يطرأ على الجواهر كالألوان والطعوم والروائح والعلوم والقدر والإرادات الحادثة وأضدادها والحياة والموت، وهي متعاقبة متضادة، وبالتالي معدومة، والعدم نقيض القدم، إذن الأعراض حادثة وأجرام العالم جواهر لا تخلو من الأعراض، وما لا يخلو من الحادث حادث؛ أي له أول وبداية، إذن فالعالم حادث لا صانع موصوف بالاقتدار والاختيار، خالق لجميع الحوادث، مريد لما خلق، قاصد إلى إبداع ما اخترع.
28
وإمعانا في إثبات هذا جعلوا المكان أيضا جواهر/ذرات/نقاط منفصلة. والزمان مجموع جواهر ذرات/آنات منفصلة بين كل اثنين فراغ، لا ديمومة ولا اتصال. الحركة أيضا مقسمة كالمكان والزمان إلى أجزاء لا امتداد لها، يفصل بين كل جزء وجزء أو كل حركة وحركة سكون إذا قصرت فترة السكون كانت الحركة سريعة، وإذا طالت كانت بطيئة. هكذا يتبدى الوجود منفصلا مفتتا متغيرا دائما.
وعلى الرغم من أنني أحاول قدر الإمكان رسم صورة عامة للطبيعيات الكلامية تتماهى فيها الخلافات الجزئية، إلا أنه لا بد من الإشارة إلى إبراهيم بن سيار النظام الذي عاصر أزهى عصور المعتزلة، وساهم في تأسيس علم الكلام؛ إذ خالف جمهور المتكلمين ورفض مذهب الجوهر الفرد وتناهي التجزئة، وكان الوحيد القائل باللاتناهي، وأيضا الوحيد الذي نفى السكون ورأى الأجسام كلها في حركة دائمة؛ لأن الحركة هي العرض الوحيد الباقي في الكون بعد رفض الجواهر، إما حركة اعتماد وإما حركة نقلة، وما يبدو سكونا هو حركة في مكان واحد، وقال بنظرية الكمون والطفرة؛ الكمون يعني أن الله خالق العالم دفعة واحدة لا متقدم ولا متأخر، أكمن المخلوقات في بعضها، يتوالى صدورها في وقتها، أما الطفرة فهي الانتقال من مكان إلى آخر دون المكان المتوسط بينهما، وهي لتبرير قطع المتناهي للامتناهي. والمتكلمون بدورهم - المعتزلة قبل الأشاعرة - رفضوا نظرية النظام؛ لأنها تمس من حدوث العالم، ورأوا قوله بلاتناهي العالم، الذي رفضه حتى الفلاسفة، مروقا غير مقبول ومخالفا للقرآن، بل شركا؛ لأن الله هو اللامتناهي الوحيد.
ناپیژندل شوی مخ