تبقات زیدیة کبری
طبقات الزيدية الكبرى (القسم الثالث)
ژانرونه
قلت: ومن مشائخه في الفقه القاضي سعيد بن صلاح الهبل، ومن مشائخه في القرآن الفقيه صالح بن نشوان المقري، وتلامذته أكثر فقهاء اليمن بل وغيرهم من علماء الآفاق، ممن وصل إليه في ذلك الزمن ، وأجلهم القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري، وأحمد بن صالح بن أبي الرجال، وولده أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن أمير المؤمنين، وغيرهم، أقام بشهارة إلى سنة أربعين، ثم توجه مع صنوه الحسين بن القاسم إلى الدامغ، ولم يزل مترددا مع صنوه الحسين حتى مات أخيه الحسن سنة ثمان وأربعين ونزل مع أخيه الحسين إلى تعز وبها قرأ على محمد بن عبدالعزيز المفتي، وأقام بعد عزم أخيه الحسين حتى توفي شيخه محمد بن عبد العزيز سنة 1043ه . وصلى عليه ثم طلع إلى الدامغ، وتوفي صنوه المؤيد بالله في سنة أربع وخمسين، نعم وكانت دعوته بعد موت أخيه الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم في سنة أربع وخمسين وألف، وسيرته وتفاصيلها يحتمل مجلدات لكنا نقتصر على ما ذكر بعض سادتنا فقال: نشأ في حجر الخلافة، وارتضع أحلافها ودأب في طلب علوم آبائه حتى حوى أجناسها وأنواعها وأصنافها، وكان ملازم العلم، غزير الفهم، كثير العبادة، علومه واسعة، وتحقيقاته شافية نافعة، له من التصانيف عقيدة على مذهب آبائه في علم الكلام وشرح كثيف عن دقائقها اللثام ومسائل فقهية وأجوبات تحل المشكل وتصيب الرمية وهيهات أن يحيط مادح في صفاته ، ولو توقد ذهنا أنا له ذلك وهي أكثر من رمال الدهنا.
قلت: وكانت أيامه أيام سعادة وحبور، تجري بإمضاء أوامره ونواهيه المقدور، وهو مع هذا فلا يترك التدريس ومجالسه محفوفة بالعلماء الكملاء، كل خظم وكل رئيس، ولم يزل ذلك دأبه حتى توفي في جماد الآخرة سنة سبع وثمانين وألف، وقبره بالحصن مشهور مزور رحمة الله عليه .
مخ ۲۳۸