طبقات صالحان یمن
طبقات صلحاء اليمن
ایډیټر
عبد الله محمد الحبشي
خپرندوی
مكتبة الارشاد
د خپرونکي ځای
صنعاء
الْعلوِي فِي الحَدِيث وَالتَّفْسِير واشتغل بِعلم التصوف وأتقنه وَلزِمَ طريقهم وَكَانَ كثير التِّلَاوَة وَالذكر والملازمة على الصَّلَوَات فِي أول وَقتهَا وقف بِمَدِينَة إب أَيَّامًا ورتب لَهُ من الْأَسْبَاب فِيهَا من الْوَقْف شَيْئا ثمَّ انْتقل إِلَى مَدِينَة تعز فسكن بهَا ورتب لَهُ السُّلْطَان النَّاصِر من وقف دَار المضيف وَغَيره مَا كَفاهُ وَكَانَت جِهَة فرحان تنْفق عَلَيْهِ أَيْضا إِلَى أَن غضب عَلَيْهَا النَّاصِر فآنسه القَاضِي وجيه الدّين العرشاني وَقَامَ بِحَالهِ أتم قيام وَكَانَ لَهُ اجْتِهَاد بِالْعبَادَة ويصحب الصَّالِحين وَعمر عمرا طَويلا وَكَانَ كثيرا مَا يرى للنَّبِي ﷺ فِي الْمَنَام وَقد ذكرت فِي الأَصْل رُؤْيا لَهُ وَمَا حكى مِمَّا قَالَ النَّبِي ﷺ وَسَأَلَهُ وَمَا أَجَابَهُ ﷺ فِي الرُّؤْيَا فَتركت ذكرهَا هُنَا لطولها اختصارا وَلم يزل الْأَمِير صارم الدّين على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وقبر الأجيناد ﵀ ونفع بِهِ
وَمِنْهُم الْفَقِيه عفيف الدّين أَبُو السُّعُود بن مُحَمَّد المقرىء السحولي كَانَ مُجْتَهدا بِطَلَب الْعلم دأبه الِاعْتِكَاف فِي الْمَسَاجِد لتلاوة كتاب الله تَعَالَى ومطالعة كتب الْعلم وَقد قَرَأَ وَسمع فِي الحَدِيث النَّبَوِيّ على الإِمَام نَفِيس الدّين الْعلوِي وَقَرَأَ بالفقه على الْفَقِيه شهَاب الدّين الشلفي بِمَدِينَة تعز وعَلى الْفُقَهَاء من بني البريهي وَبني الْكَاهِلِي بِمَدِينَة إب وَكَانَ لَهُ قيام بِاللَّيْلِ لِلْعِبَادَةِ وَله شعر جيد من ذَلِك مَا كتبه إِلَى بعض أصدقائه لطلب عود من أَرَاك فَقَالَ
(مَا فِي الورى أحد يجود سواك ... فَامْنُنْ وَأعْطِ أَبَا السُّعُود سواكا)
(إِنِّي بِكُل أراكة لمتيم ... فَمَتَى بعيني يَا أَرَاك أراكا)
وَله من قصيدة طَوِيلَة كتبهَا إِلَى القَاضِي صفي الدّين أَحْمد بن مُحَمَّد البريهي وَهِي طَوِيلَة أَولهَا
1 / 218