طبقات صالحان یمن
طبقات صلحاء اليمن
ایډیټر
عبد الله محمد الحبشي
خپرندوی
مكتبة الارشاد
د خپرونکي ځای
صنعاء
مَا مِثَاله أجزت لَهُ ذَلِك لعلمه وبراعته فَإِنَّهُ الْفَقِيه الْعَالم النجيب وفْق الله أَحْوَاله ونفع بِهِ وبسلفه فَهُوَ مبارك عَالم عضده الله وَكَانَ لَهُ وليا وَبِه حفيا ورحم الله وَالِده وأرخ الْإِجَازَة بِسنة اثْنَتَيْ عشرَة وثمانمئة
وَبَقِي هَذَا الإِمَام وجيه الدّين يدرس ويفتي ويفيد الطّلبَة وَحصل كتبا كَثِيرَة ضَبطهَا أحسن ضبط وحوشاها فَصَارَت كتبه من الْأُمَّهَات ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة فحج وزار قبر النَّبِي ﷺ ثمَّ توفّي رَاجعا فِي جدة فختم الله لَهُ بِأَن توفّي مطهرا من الذُّنُوب سنة سبع عشرَة وثمانمئة وَلما توفّي رثاه الْفَقِيه الصَّالح الْعَالم جمال الدّين مُحَمَّد الحجي بقصيدة طَوِيلَة قد أثبتها فِي الأَصْل
وَمِنْهُم الْفَقِيه رَضِي الدّين أَبُو بكر بن مُحَمَّد الصبري كَانَ فَقِيها نحويا ومشاركا بِسَائِر الْعُلُوم قَرَأَ وَسمع الحَدِيث على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته فَجعله السُّلْطَان معلما لأولاده ومؤدبا لَهُم وأضاف إِلَيْهِ من الْأَسْبَاب بِمَدِينَة تعز دَار المضيف وَغَيره وَلم يزل على الْحَال المرضي إِلَى أَن توفّي بِمَدِينَة زبيد بعد سنة عشر وثمانمئة بعد أَن حج وزار قبر النَّبِي ﷺ
ونجب لَهُ من الْأَوْلَاد القَاضِي شهَاب الدّين أَحْمد قَرَأَ على جمَاعَة من أَئِمَّة وقته بفنون الْعلم فاشتهر بالأدب وَالشعر ورزق الْحَظ عِنْد السُّلْطَان النَّاصِر وَعند وَالِده الْمَنْصُور والأشرف ثمَّ صَدرا من ولَايَة الظَّاهِر ثمَّ سَار مَعَه إِلَى المهجم فَتوفي بهَا سنة إِحْدَى وَثَلَاثِينَ وثمانمئة وَمن شعره قصيدة تغزل بهَا مِنْهَا من قَوْله فِي أول القصيدة
(ألب هواكم بالصبابة من لبي ... فسرت وَلم أحفل بِمَا قَالَ لي صحبي)
(وَقد قيل قلب الْمَرْء فِيهِ تقلب ... وَلم يَنْقَلِب عَن حفظ ودكم قلبِي)
وَهِي عشرَة أَبْيَات قد أثبتها فِي الأَصْل وَرُبمَا تزيد على ذَلِك لكني لم أَقف على تَمامهَا
1 / 206