فسترته بعكن بطنها، فخرج المهدي ضاحكًا، وبشار في الدار، فقال: أجز هذا البيت. " أبصرت عيني لحيني " فقال بشار على البديهة:
................. ... منظرًا وافق شيني
سترته إذ رأتني ... تحت بطن الراحتين
فبدت منهُ فضول ... لم توار باليدين
فانثنت حتى توارت ... بين طيٍّ العكنتين
فقال المهدي: والله ما أنت إلاّ ساحر، ولولا أنك أعمى لضربت عنقك، ولقد حكيت الأمر على وجهه حتى كأنك رأيته، ولكني أعلم أن ذلك من فرط ذكائك، وجودة فطنتك.
وكان بشار مولى لبنى عقيل. وقال بعضهم: لبنى سدوس، وكان يلقب المرعث. والمرعث: المقرط، والرعاث: القرط. وكان يرمي بالزندقة، وهو القائل:
كيف يبكي لمحبس في طلول ... من سيبكي لحبس يوم طويل
إنّ في البعث والحساب لشغلا ... عن وقوف برسم دارٍ محيل
وهذان البيتان يدلان على صحة إيمانه بالبعث. وكان مطبوعًا جدًّا لا يتكلف، وهو أستاذ المحدثين وسيدهم، ومن لا يقدم عليه، ولا يجارى في ميدانه. والصحيح عند أهل العلم أن المهدي قتله بهجوه يعقوب بن داوود وزيره بقوله:
1 / 24