الدهر غالك أم عراك من البلى ... بعد النعيم خشونة ويبوس
ما كان أخصب عيشنا بك مرة ... أيام ربعك آهل مأنوس
فسقاك يا دار البلي متجرف ... فيه الرواعد والبروق هجوس
دار جلا عنها النعيم فربعها ... خلق تمر به الرياح يبيس
طلل محت آي السماء رسومه ... فكأن باقي محوهن دروس
ما استحلبت عينيك إلا دمنة ... ومخرب عنه الشرى منكوس
ومخيس في الدار يندب أهله ... رث القلادة في التراب دسيس
أنس الوحوش بها فليس بربعها ... إلا النعام تروده وتحوس
ربع تربع في جوانبه البلى ... وعفت معالمه فهنّ طموس
يدعو الصدى في جوفه فيجيبه ... ربد النعام كأنهن قسوس
ولربما جر الصبا لي ذيله ... فيه، وفيه مألف وأنيس
من كل ضامرة الحشا مهضومة ... لحبالها بحبالنا تلبيس
متسترات بالحياء لوابس ... حلل العفاف عن الفواحش شوس
وسبيئةٌ من كرمها حيريةٌ ... عذراء من لمس الرجال شموس
لم يفتق النعمان عذرتها ولم ... يرشف مجاجة كأسها قابوس
كتب اليهود على خواتم دنها ... يا دن أنت على الزمان حبيس
1 / 84