بإيجاف يقد اللي ... ل عن ناصية الفجر
ومما طار لأبي الشيص في الدنيا وسارت به الركبان هذه:
أشاقك والليل ملقى الجران ... غراب ينوح على غصن بان
أحمُّ الجناح شديد الصياحِ ... يبكي بعينين لا تهملانِ
وفي نعبات الغراب اغترابٌ ... وفي البان بين بعيد التدان
لعمري لئن فزعت مقلتاك ... إلى دمعة قطرها غير وان
فحق لعينيك ألا تجف ... دموعهما وهما تطرفان
ومن كان في الحي بالأمس منك ... قريب المكان بعيد المكان
فهل لك يا عيش من رجعة ... بأيامك المونقات الحسان
فيا عيشنا، والهوى مورق ... له غصن أخضر العود دانِ
لعل الشباب وريعانه ... يسود ما بيض القادمان
وهيهات يا عيش من رجعة ... بأغصانك المائلات الدواني
لقد صدع الشيب ما بيننا ... وبينك صدع الرداء اليماني
عليك السلام فكم ليلة ... جموحٍ وليل خليعِ العنان
قصرت بك اللهو في جانبيه ... بقرع الدفوف وعزف القيان
وعذراء لم تفترعها السقاة ... ولا استامها الشرب في بيت حان
ولا احتلبت درها أرجل ... ولا وسمتها بنار يدان
ولكن غذتها بألبانها ... ضروع يحف بها جدولان
إلى أن تحول عنها الصبا ... وأهدى الفطام لها المرضعان
فلم تزل الشمس مشغولة ... بصبغتها في بطون الدنان
1 / 78