143

طبقات الشعراء

طبقات الشعراء

ایډیټر

عبد الستار أحمد فراج

خپرندوی

دار المعارف

شمېره چاپونه

الثالثة

د خپرونکي ځای

القاهرة

فقال له الرشيد: سألتك بحقي إلا جئتني بها، فأمر غلامه بحملها إليه فتأملها وأعجب بها وقال العباس. أحقًا أن ك أثبته عليها بدينارين؟ فسكت، فقال لربيعة: ويحك يا رقيّ أصدقني. فقال: يا أمير المؤمنين وحياتك إنه وصلني بدينارين وإني وهبتهما لغلامه. فنظر إلى العباس نظرًا منكرًا وقال: سوءًا لك، فضحت نفسك وأسلافك. فاستحيا العباس ولم يحر جوابًا. فأمر الرشيد لربيعة بثلاثين ألف درهم، وجعله نديمًا، وخلع عليه فأعطاه حلتين، فلما أراد الخروج قال له: يا ربيعة. قال: لبيك يا أمير المؤمنين قال: إياك أن تذكره بعدها في شعرك.
ومما سار له في الآفاق، وصار مثلًا، قوله يمدح يزيد بن حاتم ويهجو يزيد بن أسلم السلمي:
لشتان ما بين اليزيدين في الندى ... يزيد بن سليم الأغر ابن حاتم
يزيد سليم سالم المال والفتى ... أخو الأزد للأموال غير مسالم
فلا يحسب التمتام أني هجوته ... ولكنني فضلت أهل المكارم
فأما شعره في الغزل فإنه يفضل على أشعار هؤلاء من أهل زمانه جميعًا، وعلى كثير ممن قبله، وما أجد أطبع ولا أصح غزلًا من ربيعة، وهو القائل:
أنا للرحمن عاصي ... لجنوني برخاص
ثم للناس جميعًا ... من أدان وأقاصي
ورخاص الكرخ ظبي ... لم أنل منه افتراصي

1 / 159