طبقات سنيه
الطبقات السنية في تراجم الحنفية
ژانرونه
ژوندليکونه او طبقات
ولد في أواخر سنة أربع وثلاثين وثمانمائة، أو أوائل التي تليها، بالقاهرة، ونشأ فحفظ القرآن الكريم، وقصيدة " يقول العبد "، و" الكنز "، و" المنظومة النسفية "، و" المنار "، و" ألفية النحو "، وعرض على عبد السلام البغدادي، وابن الهمام، وغيرهما، وحضر دروس الأفاضل.
وكان في الشطرنج عالية زمنة، وتميز، وفاق في كثرة المحفوظ، نظمًا، ونثرًا مع مشاركة في الفضائل، وعقل وسكون.
وحج، وجاور بالحرمين. وسمع بالمدينة من أبي الفرج المراغي.
وطاف البلاد، واشتهر عند أكابر الناس، وولي المناصب، ثم رغب عنها.
قال السخاوي: ورأيت منه أمرًا بديعًا غريبًا، وهو أنه إذا ذكر كلام يسابق لبيان عدد حروفه عند تمامه، فلا يخرم، وأمره في ذلك وراء العقل، حتى في الكلام الكثير.
قال: ومن نظمه، مما أنشدنيه في غصون:
إنَّ قَلْبِي هامَ وَجْدًا ... ووُلُوعًا بِحِمَاكْ
فَلِذَا ذُبْتُ غَرامًا ... واشْتِيَاقًا لِلِقَاكْ
يا غُصونًا في رِيَاضٍ ... مِن زُهُورٍ وأراكْ
أنتَ قد أَضْنَيتَ قلبِي ... فشِفَائِي في شِفَاكْ
في أبيات.
٥٣١ - إسماعيل بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول بن حسان بن سنان، أبو الحسن، التنوخي، الأنباري
أحد فضلاء البيت المشهور.
حدث ببغداد، عن أبي العباس أحمد بن محمد البرتي، والحارث بن أبي أسامة، ومحمد ابن غالب التمتام، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، بهلول بن إسحاق، وغيرهم.
وروى عنه ابن أخيه أحمد بن يوسف بن يعقوب الأزرق، وغيره.
وكان حافظًا للقرآن، عالمًا بأنساب اليمن، كثير الحديث، ثقة، صدوقًا.
وكانت ولادته بالأنبار، سنة اثنتين وخمسين ومائتين.
ومات بها، في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، رحمه الله تعالى.
٥٣٢ - إسماعيل بن اليسع بن الربيع، أو ابن الربيع بن اليسع
الكندي، الكوفي، أبو الفضل، وأبو عبد الرحمن
كان من أهل الكوفة، ومن أهل المائة الثانية.
أخذ عن أبي حنيفة، رضي الله تعالى عنه، وسمع من محمد بن عمرو بن علقمة، وغيره.
روى عنه عبد الله بن وهب، وسعيد بن أبي مريم، وأبو صالح الحراني، وغيرهم.
قال أبو عمر الكندي: كانت ولايته - يعني قضاء مصر - بعناية يعقوب بن داود وزير المهدي، وهو أول كوفي ولي القضاء بمصر على رأي أبي حنيفة، وذلك بعد موت ابن لهيعة، سنة أربع وستين.
وقال سعيد بن أبي مريم: أول من أدخل مذهب أبي حنيفة مصر إسملعيل بن اليسع، وكانوا لا يعرفونه، وكان من خير قضاتنا، إلا أنه كان مذهبه إبطال الأحباس، فثقل ذاك على أهل مصر، وأبغضوه.
وقال يحيى بن بكير: كان فقيهًا مأمونًا، وكان يُصلي بنا الجمع وعليه كساء مربع من صوف، وقطن، وقلنسوة من خز.
وقال خلف بن ربيعة، عن أبيه، وعن غير واحد: كان إسماعيل رجلًا صالحًا، وكان في زمن ولايته القضاء أمير مصر إبراهيم بن صالح، وصاحب البريد سراج بن خالد، فأراداه على الحكم لهما بشيء فلم يُطعهما، فاحتالا عليه، فاستدعاه غشامة بن عمرو، فأطعمه سمكًا، ثم أدخله الحمام، فمرض، فكتبا إلى الخليفة: إن إسماعيل حصل له فالج، فكتب: يعود غوث بن سليمان إلى القضاء.
وعن أحمد بن سعيد بن أبي مريم، قال: سمعت عمي يقول: قدم علينا إسماعيل بن اليسع الكوفي قاضيًا، بعد ابن لهيعة، وكان من خير قضاتنا، غير أنه كان يذهب إلى قول أبي حنيفة، ولم يكن أهل مصر يعرفون مذهب أبي حنيفة.
ونقل ابن حجر، في " رفع الإصر عن قضاة مصر " عن يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن جده، قال: جاء رجل إلى الليث بن سعد، فقال: ما تقول في رجل قال لرجل يا مأبون، يا من يُنكح في دبره؟
فقال له الليث: إيت إلى القاضي فاسأله.
فقال: صرت إليه، فسألته، فقال لي: يقول له مثل ما قال له.
فقال الليث: سبحان الله، وهل يقال هذا؟ قال: فكتب الليث إلى الخليفة، فعزله.
قال: وجاء الليث إلى إسماعيل، فجلس بين يديه، فقام إسماعيل، واجله، وأمره أن يرتفع، فقال: ما جئت إليك زائرًا، وإنما جئت إليك مخاصمًا.
قال: في ماذا؟ قال: في أحباس المسلمن، قد حبس رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، فمن بقي بعد هؤلاء!!
1 / 182