118
وقال الكمال جعفر: نظم الكثير، وصنف في الفرائض، وكان كثير الإحسان إلى الطلبة، بجاهه وماله.
وكان قد سمع ببغداد من ابن الدواليبي، وصالح بن عبد الله الصباغ، وغيرهما، وأجاز له إسماعيل ابن الطبال، وتقدم في العربية، والقراءات، والفرائض، وغيرها، وشغل الناس، وكان كثير التودد، لطيف المحاضرة.
ذكره الذهبي في " معجمه "، ومات قبله بمدة، وكتب عنه سعيد الدهلي من شعره. انتهى.
وذكره ابن خطيب الناصرية، فيما انتقاه من " تاريخ ابن حبيب "، فقال: عالم حلت عبارته، وعلت إشارته، ولطفت معاني ذاته، وعذبت مذاقه نباته، وحسنت أخلاقه، ورقمت بالتبر أوراقه، تصدى لمعرفة العلوم الأدبية، وتصدر ببغداد لإقراء العربية، ومهر في حل المشكلات والغوامض.
ثم قدم دمشق، فدرس وأعاد، وجلس للإفادة مبلغًا طلبة العلم غاية المراد.
وهو القائل:
أمرَّ سِوَاكَهُ مِنْ فوقِ دُرَّ ... وناوَلَنِيه وَهْوَ أحبُّ عِنْدِي
فذُقْتُ رُضابَهُ ما بَيْنَ نَدٍّ ... وخَمْرٍ مُسْكِرٍ مُزِجَا بشُهْدِ
وقال أيضًا:
زار الحَبيبُ فحيي ... يا حُسن ذاك المُحَيَّا
مِن بُعْدِهِ كنتُ مَيْتًا ... مِن وَصْلِه عُدْتُ حَيّا
وقال أيضًا:
ما العلمُ إلاَّ في الكتا ... ب وفي أحاديثِ الرَّسُولِ
زسِوَاهُمَا عند المحَقِّ ... قِ من خُرَافاتِ الفُضولِ
قلت: ومن مؤلفاته المنظومة أيضًا، قصيدة في القراءات على وزن " الشاطبية " بغير رموز، جاءت في نحو حجمها بل أصغر، ونظم " المنار " في أصول الفقه، ونظم " المنافع "، وغير ذلك.
قال صاحب " تاج التراجم ": كتب إليه الشيخ أثير الدين أبو حيان، لما قدم دمشق قصيدًا، منها:
شَرُفَ الشامُ واسْتنارَت رُبَاهُ ... بإمامِ الأئمةِ ابنِ الفصيحِ
كُلَّ يَوْمٍ له دُرُوسُ عُلومٍ ... بلسانٍ عَذبٍ وفكرٍ صَحيحِ
وكانت وفاته بدمشق، سنة خمس وخمسين وسبعمائة.
رحمه الله تعالى.
٢٤٩ - أحمد بن علي بن أحمد
أبو العباس، الشيباني الأصولي
صاحب الإمام الزاهد علي البلخي، وأستاذ الفقيه مَسعود بن شجاع.
ذكره الصاحب أبو حفص عمر ابن العديم، في " تاريخ حَلب ".
ومن شعره قوله:
أيُّها النُّوَّامُ وَيْحَكُمُ ... قد حَمَلنا عَنْكُمُ السَّهَرَا
فَجْرُها والصَّبْرُ بَعْدَكمُ ... ما سمعْنا عنهما خَبَرًا
٢٥٠ - أحمد بن علي بن أحمد
ابن علي بن يوسف، الإمام، العلامة
شهاب الدين، المعروف بابن عبد الحق
أخو قاضي القضاة برهان الدين، المتقدم ذكره.
مولده تقريبًا في سنة ست وسبعين وستمائة.
ووفاته في ليلة ثامن عشر ربيع الأول، سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة.
وكان إمامًا، فاضلًا، فقيهًا، محدثًا، أفتى، ودرس، وحصل، وأفاد. رحمه الله تعالى.
٢٥١ - أحمد بن علي بن أبي بكر
ابن نصير بن بجير بن خولان
ابن بجير بن خولان الصالحي
ولد سنة أربع وثمانين وستمائة.
وأحضر على الفخر بعض " المشيخة "، وأسمع من زينب بنت المعلم، وأجاز له جماعة.
وحدث " بالصحيح " عن ست الوزراء، واشتغل بالعلم، وتفقه.
وولي التدريس ببعض المدارس، وخطب بالقلعة.
قال ابن حجر: سمع منه الحسيني، وشيخنا.
قال ابن رافع: كتب الحكم للحنفي.
وقال الحسيني: كان محترزًا في شهاداته.
مات في ربيع الأول، سنة خمس وستين وسبعمائة، رحمه الله تعالى.
٢٥٢ - أحمد بن علي بن تغلب
ابن أبي الضياء بن مظفر الشامي الأصل،
البغدادي المنشأ، المنعوت بمظفر الدين،
المعروف بابن الساعاتي
وأبوه هو الذي عمل الساعات المشهورة على باب المستنصرية، ببغداد.
وكان إمامًا كبيرًا، عالمًا علامة، مُتقنًا مُفننا، بارعًا، فصيحًا، بليغًا، قوي الذكاء، حتى كان الشيخ شمس الدين الأصبهاني يُفضله، ويثني عليه كثيرًا، ويرجحه على الشيخ جمال الدين ابن الحاجب، ويقول: هو أذكى.

1 / 118